في الوقت الذي أقروا فيه بأنه أصبح وسيلة ناجعة لمطالب الشبان باكتساب حقوقهم، برأ عدد من المختصين موقع التواصل الاجتماعي من تهمة خلقه صراعاً إسلامياً ليبرالياً واضحاً من طريق استخدام «الموقع» على الشبكة العنكبوتية «الإنترنت». وأبدى الكاتب في صحيفة الوطن يحيى الأمير رفضه وجود صراع تيار ليبرالي إسلامي على «فيسبوك»، وقال ل «الحياة»: «الصراعات التي تحدث في المواقع الإلكتروني هي صراع لمختلف التوجهات الفكرية حتى في ما بين المنشغلين بالقضايا الفقيهة لطرف ضد آخر». وأضاف: «أستخدم «فيسبوك» في الحملات والمطالبات التي أصبح يتم التعامل معها لإبداء خصومة وإعلان موقف تجاه شخص أو جهة معينة وتحويلها من مادة بلا منبر إلى مادة تنطلق من قاعدة راسخة». واستدل الكاتب بما حصل مع القاضي الدكتور عيسى الغيث، منوهاً بأنه يحمل فكراً متناسباً ومواكباً لمتطورات العصر، لكن هناك أفراد استغلوا الخلافات الفكرية لفتح صفحة مختصة ضده من خلال حملات منظمة ومثلها ضد وزير التربية والتعليم. واعتبر ذلك محاولة لكسب صفة شرعية الخصومة، من خصومة أفراد وما يقومون به من استغلال فكري واضح كأنه موقف لجماعة ورأي عام، لافتاً إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت «فيسبوك» و«تويتر» و«اليوتيوب» هي شبكات تقنية اجتماعية بالدرجة الأولى تعكف على صناعة مجتمع بتوجه جديد ومواكب للتغيرات العالمية، لكن أصحاب الخصومة أياً كانت أفكارهم ونوع الرؤى التي يحملونها يريدون من تلك التقنيات والتجمعات فيها محاولة لصبغ الاحتجاجات الفردية بطابع الجماعية. وشدد على عدم وجود صراع إسلامي ليبرالي واضح عبر الموقع المعني، إنما أصبح «فيسبوك» لدى البعض للتشهير واستخدام التقنية لإشعال مواقف خاصة وتصعيد الخصومة. ووافق، أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور محمد حلواني على عدم الإقرار بوجود صراع فكري بين التيار الديني والليبرالي. وأشار الدكتور حلواني إلى أهمية درس الآثار النفسية والاجتماعية والفكرية على المراهقين والشباب جراء متابعة الخطابات بمختلف أنواعها عبر «فيسبوك»، ودعم وتشجيع المؤسسات العلمية كالجامعات ومراكز البحوث لإنشاء مواقع كبيرة تستقطب الشبان من خلال الحوافز والمسابقات، وتعزيز جهود تأسيس مشاريع فكرية وسطية لاستيعاب هموم الأجيال الجديدة وتبني حوارات وندوات لمناقشة الأصول الفكرية للتشدد الاجتماعي، مطالباً بدعم جهود ترشيد الخطاب الديني غير المؤسسي وإعادة الهدوء الفكري للشبان للحد من مظاهر صراع التيارات الفكرية. واقترح إنشاء مراكز فكرية مستقلة (مثل مركز الدراسات الفكرية والاجتماعية) بهدف بحث وتحليل الظواهر الفكرية وإدارة وتنفيذ أنشطة علمية مثل البحوث والندوات المتخصصة في التوجه لقادة الرأي وتفعيل دورهم، إضافة إلى الاستفادة من خبرات الخارجين من السجون في قضايا الفكر لإصدار سلسلة قصص صغيرة تحاكي الشبان بأسلوب مبسط وواضح لدعم وتعزيز دور الأسرة التربوي وتفعيل مناشط التوعية المدرسية في مجال الاستخدامات الإيجابية للشبكة.