دان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، العنفَ الذي شهده ميدان جمال عبدالناصر في عمان يوم الجمعة الماضي، وما تبعه من إساءة للوحدة الوطنية، داعياً «الجميع الى عدم البقاء أسرى لما حدث، وضرورة التفكير بالمستقبل وفتح صفحة جديدة يكون أساسها الحوار وحماية النسيج الوطني»، وأكد ان «الفوضى والتخريب خط أحمر». واعتبر مراقبون في عمان تصريحات الملك الأردني خطوة تهدف الى احتواء المخاوف التي نتجت من اعتداء قوات الامن الاردنية على المعتصمين سلمياً في ميدان جمال عبد الناصر، وما رافقه من مظاهر خروج عن الوحدة الوطنية واستعراض القوة في شوارع العاصمة. وقال الملك عبدالله الثاني، إن «الوحدة الوطنية مقدسة»، مشدداً على أنه لا بديل من الحوار للوصول إلى توافق على أسس الإصلاح الشامل الذي يلبي طموحات الجميع. جاءت تصريحات الملك عبد الله في كلمة له في اجتماع لجنة الحوار الوطني أمس، التي دعا فيها إلى «فتح صفحة جديدة للعمل بروح الفريق الواحد»، مؤكداً على «أهمية العمل بسرعة». يُذكر أن 22 عضواً في لجنة الحوار الوطني انسحبوا من اللجنة بعد أحداث الجمعة الماضي التي أسفرت عن مقتل شخص وإصابة اكثر من مئة. وشدد الملك على ضرورة أن «يدرك الجميع أن غياب الحوار العقلاني والمنطقي يدفع الناس الى الشارع ويفتح المجال للتوتر»، مؤكداً «أننا لا نخشى الإصلاح، وسنحترم توصيات لجنة الحوار الوطني في ما يتعلق بأي تعديلات دستورية مرتبطة بتطوير قانون الانتخاب والحياة النيابية والحزبية». كما أكد ضرورة أن يضمن قانون الانتخابات تحقيق التمثيل لجميع الأردنيين في كل مناطق المملكة. ولفت الى أن «الولاء والإصلاح على الدرجة نفسها من الأهمية»، مشدداً على «أننا نسير جميعاً على الطريق نفسه، ونريد المستقبل الأفضل للأردن، وهو الأمر الذي يجب أن يكون واضحاً للجميع». وكان رئيس الوزراء معروف البخيت دان أحداث الجمعة وتعهد بالحفاظ على أمن المسيرات ما دامت سلمية، فيما أصدر المدعي العام قراراً بالافراج عن 25 موقوفاً على خلفية الأحداث.