اتكأت توصيات المشاركين في ندوة «الانتماء الوطني في التعليم العام.. رؤى وتطلعات» على البيئة التعليمية ورسالتها للوصول إلى أهدافها، عبر التركيز على المدرسة والمعلم والطالب كمثلث يبنى عليه مستقبل «الوعي الوطني» لدى الإنسان السعودي. وشددت التوصيات التي صدرت في ختام أعمال الندوة التي أقيمت في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على أهمية إبراز الالتفاف حول القيادة الشرعية وترابط المواطنين وتماسكهم وتعميق أواصر المحبة بينهم، محذرة من خطورة الفرقة والانقسام والوقوع في مزالق الخروج على ولي الأمر، وتوعية الشباب بمخاطر استغلال حماسهم لتدمير الوطن والإفساد في الأرض والغلو والتطرف. كما أوصت بضرورة زيادة الوعي في «الأوساط التعليمية» ورفع المستوى العلمي والثقافي لدى الطلاب والطالبات بأهمية البيعة والاجتماع، وتكثيف العناية بهم في هذه المرحلة العمرية والتعليمية، والارتكاز على التربية والتعليم لتعزيز الانتماء الوطني والنهوض به في الأسرة والمدرسة والمسجد والنادي والإعلام. وأكدت على الاهتمام بتفعيل دور المدرسة والمعهد في إحياء ثقافة الانتماء الوطني، وتوفير الدعم اللازم لأداء هذه المسؤولية بكل الإمكانات والوسائل، وزيادة الاهتمام بالمنهج العلمي والمقرر الدراسي لتحقيق المواطنة الصالحة لدى المتعلمين، عبر تضمين المناهج التعليمية والمقررات الدراسية المفاهيم المرسخة للوطنية، وتنمية الحس الوطني من خلال الوسائل التي تسهم في القيم السامية والسلوكيات المعمقة لهذا الانتماء، فضلاً عن التوصية بزيادة المفردات التي تتضمن صور الانتماء الوطني في مقررات التوحيد والتفسير والحديث والفقه، والعناية بالأنشطة والتدريبات وربط الدرس بالواقع الاجتماعي. وفي ما يخص المعلم والمعلمة، شددت التوصيات على ضرورة أن يستشعر المعلم والمعلمة معنى الانتماء الى وطنه المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، إضافة إلى أداء رسالتهم بكل أمانة وإخلاص في إبراز أهمية محبة الوطن، ووضع البرامج الفاعلة لمتابعة أداء المعلمين والمعلمات، خصوصاً في ما يتعلق بدورهم في تعزيز الانتماء الوطني لدى طلابهم وطالباتهم. وأشارت إلى ضرورة تطوير المعلمين والمعلمات بالانخراط في الدورات العلمية والحلقات التدريبية لزيادة تأهيلهم ورفع أدائهم في ما يتعلق بحب الوطن. وإلى جانب التوعية الشفوية عن طريق المعلم أو التوعية النظرية بواسطة المناهج، اقترحت الندوة تفعيل الأنشطة المصاحبة للعملية التربوية والتعليمية، عبر تكثيف وتشجيع المناسبات الوطنية وتاريخ الوطن وإبرازها في محاضن التربية ودور التعليم، وغرس مفاهيم حب الوطن عن طريق العمل التطوعي، وتشجيع العاملين والعاملات في الميدان التربوي والتعليمي على تنفيذ البرامج والفعاليات التربوية التي تساعد في تحقيق الأمن الفكري والاجتماعي، واحتساب ذلك ضمن الجهد الذي يستحقون عليه التقدير المادي والمعنوي. الاهتمام بالنشاط غير الصفي دعت التوصيات إلى توفير الإمكانات المادية والعناصر البشرية المدربة، والاستعانة بالمختصين التربويين من ذوي الإعداد الأكاديمي المتخصص في النشاط غير الصفي لإعداد برامجه وتقويمها، وتفعيل النشاط غير الصفي الموجه لخدمة الحوار والنقاش المستمد من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، لتعزيز الانتماء الوطني وحب الوطن والغيرة عليه وطاعة ولاة الأمر، والإفادة من العلماء وأساتذة الجامعات في برامج النشاط غير الصفي لتوضيح مفاهيم الانتماء الوطني والرد على المشككين فيه، وما يروّجونه من شبهات ودعايات مضللة.