حذر محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي، من خطورة «المخالفات» الناجمة عن المتغيرات المدنية الحديثة، محلياً، وعالمياً»، منبهاً إلى أن تغير أنماط التنمية أدى إلى «زيادة الضغط على النظام البيئي والموارد الطبيعية، ما يشكل خطورة ما لم تتخذ الاحتياطات المناسبة في إدارة تلك الموارد»، داعياً إلى التركيز على ما يترتب على النمو السكاني من تبعات. وأكد الأمير بدر، أمس خلال افتتاحه مؤتمراً عن صحة البيئة، تستضيفه أمانة الأحساء، على ضرورة «السعي إلى تحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة مع البيئة». وقال: «إن بناء مجتمعات صحية نقية في المدن، يلاقي صعوبات وتحديات في المجتمعات الحضرية». وتشارك في المؤتمر الذي يحمل عنوان «صحة البيئة والمتغيرات الحديثة»، أمانات المملكة، وعدد من القطاعات الحكومية والمهتمين. ويناقش في 10 جلسات، محاور تتعلق في صحة البيئة، منها: تنمية المهارات الفنية في مجال الرقابة الصحية، والوعي ودوره في حماية المستهلك، والأساليب الحديثة لمكافحة آفات الصحة العامة، واستراتيجيات برامج الإصحاح البيئي، وطرق الاستفادة والتخلص من مخلفات المسالخ، ومتبقيات الهرمونات والمضادات الحيوية في اللحوم والدواجن ومنتجاتها، والملوثات الكيماوية، والاستثمارات في النفايات البلدية الصلبة، وإدارة وتشغيل المدافن البلدية، والاشتراطات الصحية لنقل اللحوم من المسالخ. ووصف وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية للشؤون البلدية يوسف السيف هذا اللقاء الدوري بأنه «فرصة للتحاور والنقاش، لتعميم الخبرات المتراكمة لدى العاملين في إدارات صحة البيئة في الأمانات والبلديات»، مضيفاً «نسعى للاستفادة من اللقاء في رفع كفاءة العاملين في صحة البيئة، وزيادة معرفتهم العلمية بالمستجدات في مجال صحة البيئة، من طريق استقطاب كفاءات علمية متخصصة، من الأكاديميين والمتخصصين في الأجهزة الحكومية المعنية»، داعياً إلى «المشاركة بفاعلية في الطرح والنقاش، وأن لا نتعامل مع هذه الفرصة كأمر عابر، من دون أن نستفيد منها. وأن يطرح كل منا ما لديه من تساؤلات وآراء وأفكار ورؤى ومقترحات». وأكد السيف، أن الوزارة «تتبنى وتعد برامج تطويرية في مجالي صحة البيئة والشؤون المدنية، لذا رسمت لنفسها إستراتيجية داخلية، تتضمن الأهداف والمحاور وخطط العمل، التي تركز على تحديث الأنظمة والتشريعات، وإعداد اللوائح والاشتراطات وإجراء المسوحات الميدانية، وتبني برامج رفع كفاءة الأداء. وتعمل الوكالة على تحقيق هذه الأهداف، من خلال برامج علمية، منها تحديث الاشتراطات الصحية، الذي ينتج عنه إصدار لوائح اشتراطات صحية ل47 نشاطاً ذات علاقة في الصحة العامة، ومن البرامج حصر الأنظمة والتشريعات البيئية، ورصد آفات الصحة العامة، وتدريب العاملين في إدارة صحة البيئة، وفحص المواد الغذائية، للتأكد من خلوها من ملوثات الأغذية». بدوره، قال أمين الأحساء المهندس فهد الجبير: «إن قضية الرهان بين التنمية السريعة، والتحقق من آثارها، وإيجاد مجتمعات مستدامة أصبح قضية كبرى في المملكة»، مضيفاً «دأبت وزارة الشؤون البلدية والقروية وشركاؤها على الاهتمام في قضايا التنمية، والتأكد من وجود مجتمعات حضرية مستدامة، بما يحقق التوازن بين حاجات الفرد، وعدم تأثيره على بيئته سلباً»، مشيراً إلى أن اختيار «المتغيرات وتأثيرها على سلامة الأغذية» عنوان لهذا اللقاء «يعكس اهتمام الوزارة، فلقد كان ديدنها الاهتمام بما يحقق سلامة المواطن وبيئة تنموية مستدامة»، مردفاً أن «قضايا البيئة والتلوث البيئي تهدد بخطر صحي على المجتمعات، وكذلك الموارد العامة، ما لم نعمل جميعاً كشركاء على هذه الأرض، والنظر للتنمية المستدامة كهدف أساس لتحقيق التوازن». وأضاف الجبير، «أصبحت قضايا الغذاء وتأمينه هاجساً يشغل المجتمعات، ما يلزم أن نكون على حيطة وحذر من سلامة تلك الأغذية»، موضحاً أن «تنمية السلوك المعرفي وبخاصة لدى فئة النشء، أصبح مطلباً ملحاً في كل ما يتعلق في البيئة ومفاهيمها، بغية الالتزام في ممارسات ميدانية بيئية ايجابية، وإذكاء روح الشعور الوطني لديهم». وتخلل المؤتمر، عرض فيلم وثائقي يجسد إحدى حالات الضبط لمستودعات الغش التجاري. فيما دشن محافظ الأحساء «صلوح»، وهي شخصية كرتونية تقدم التوعية للأطفال، من خلال عرض تعليمي مرئي.