توصل باحثون أميركيون في دراسة حديثة إلى ان طريقة تعامل الأم مع أطفالها تؤثر في نمو أدمغتهم وقدراتهم العقلية وتنعكس على مستقبلهم. وذكر موقع صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية ان باحثين مختصين في علم الأعصاب من جامعة كاليفورنيا أجروا مقارنة على أدمغة طفلين كلاهما في سن الثالثة، لكن الاختلاف كان في طريقة تعامل والدة كل منهما مع طفلها. والتقط الباحثون في الدراسة صوراً مقطعية لدماغ الطفلين لدرس النمو الدماغي وتأثيره في شخصية كل منهما، وأوضحت الصور أن أحد الطفلين كان حجم نمو دماغه أكبر من الآخر وفيه مساحات مظلمة أقل (بقع عمياء لا تستجيب ولا تنشط مع الأحداث التي يمر بها الإنسان). ولفت الباحثون إلى ان الطفل ذي حجم الدماغ الصغير سيكون في المستقبل أقل ذكاءً وقدرة على التعاطف مع الآخرين، وأكثر عرضة للإدمان على المخدرات وسيعاني مشكلات صحية ونفسية خطرة. وأوضح البروفيسور آلان شور ان «نمو خلايا الدماغ ينتج من تفاعل الطفل مع الأم»، مشيراً إلى ان «نمو الدماغ يتطلب تفاعلاً إيجابياً بين الأم والطفل لتطوير مناطق دماغية محددة (...) التعامل مع الطفل في السنتين الأوليين من حياته يعمل على تنمية وظيفة الدماغ بما في ذلك الجينات المسؤولة عن الذكاء، وجينات الطفل تتأثر أيضاً». وتابع أن «التفاعلات الكيماوية في الدماغ ضرورية وأن 80 في المئة من الخلايا تتشكل بعد الولادة وتنمو خلال السنتين الأوليين من عمره، فإذا كانت عملية بناء خلايا الدماغ ضعيفة يتضرّر الطفل». وتشير البحوث إلى أن غالبية الشباب العاطلين من العمل ومن لديهم سجلاً جنائيّاً، لم تتطور أدمغتهم في شكل صحيح، ونتيجة لذلك قد تكون أدمغتهم غير قادرة على الاستجابة لإعادة التأهيل.