لاحت بوادر أزمة بين شركات تموين السفن بالوقود وشركة «أرامكو السعودية» على خلفية شكوى 6 شركات تعمل في تموين السفن شركة «أرامكو»، في خطاب رفعته إلى الرئيس العام لمؤسسة الموانئ، ورئيس غرفة جدة، والمدير العام لميناء جدة الإسلامي.وانتقدت الشركات الست في الخطاب (تحتفظ «الحياة» بنسخة منه)، عدم التزام «أرامكو» بالعقود المبرمة معها، وعدم تسليمها صورة العقود المبرمة معها العام الحالي باعتبارهم الطرف الثاني، فيما أكدت ««أرامكو» توافر الوقود وأن الموردين الرئيسيين لا يواجهون مشكلات في توفير الإمدادات لعملائهم. وتضمن الخطاب انتقاد الشركات تخفيض «أرامكو» كميات الوقود التي تحصل عليها الشركات ما بين 20 إلى 25 في المئة، ما يسبب أزمات للشركات قد تصل لحد إغلاقها في حال استمرار تعامل «أرامكو» بتلك الطريقة. وقال مصدر في إحدى الشركات ل «الحياة» التي رفعت الخطاب: إن «أرمكو» أوقفت تزويدنا بزيت الوقود من نوع 380 CST المستخدم من السفن التجارية في العالم منذ بداية العام الحالي، ما أثر سلباً في حركة السفن والخطوط الملاحية العالمية». وأضاف: «أن ما يؤكد ذلك رصد حالات تأخر مغادرة بعض السفن ميناء جدة بسبب عدم حصولهم على الكمية المطلوبة من الوقود، بسبب عدم حصولنا على الوقود من أرامكو بالكميات والنوعيات المطلوبة، ونحتفظ بتقارير برج المراقبة البحري في الميناء خلال الفترة الماضية». وأوضح المصدر (الذي فضل عدم نشر اسمه) أن تقرير برج المراقبة بين السفن التي تعمل على الخط الملاحي الذي يربط ميناء جدة الإسلامي وميناء بورسودان يتعذر عليها الحصول على الوقود إلا من ميناء جدة، كما أن السفن الناقلة للركاب والحجاج والمعتمرين قد تتأثر في حال عدم حصولها على الكميات المطلوبة للقيام برحلاتها، وبخاصة موسمي الحج والعمرة، إضافة إلى تهديد 70 في المئة من واردات السعودية من الأسواق الخارجية التي تأتي عن طريق ميناء جدة». وعما إذا كانت الشركات أجرت اتصالات مع «أرامكو» لحل المشكلة قال المصدر: «لقد طلبنا عقد اجتماع مفاهمة مع الشركة لكشف الخطر الذي يهدد مستقبلنا كشركات تموين سفن بالنفط في حال استمرار تعاملها معنا بهذا الأسلوب، إلا أن جميع محاولاتنا لم تنجح التي أخلت بنصوص العقد المبرم معنا». وأشار إلى أن «أرمكو» أصبحت تزودهم منذ مطلع العام بزيت من نوع 180 CST، الذي انخفض الطلب العالمي عليه، لما يتراوح بين 10 إلى 15 في المئة، بدلاً من النوع المتفق عليه بحسب العقد وهو 380 CST، الأفضل بيئياً». وحول التأثير المتوقع لنقص الوقود، قال المصدر إنه سيتسبب في ارتفاع أجور شحن البضائع من وإلى الميناء، إذ إن السفن التي تعمل بين الموانئ المحورية العالمية ومنها ميناء جدة الإسلامي ستضطر إلى شحن كميات إضافية من الوقود بموانئ الشحن لتغطية رحلاتها ذهاباً وإياباً، ما سيؤثر في حجم وكميات البضائع المشحونة وسرعة السفينة وكلفة الرحلة. وذكر أن تلك السفن قد تلجأ إلى استخدام موانئ مجاورة ليتم بعد ذلك توصيل البضائع إلى ميناء جدة بواسطة السفن الرافدة الأصغر حجماً، وهو ما سيرفع أجور الشحن من وإلى السعودية، وهو ما سيؤثر سلباً في اقتصاد الدولة، وبالتالي على المستهلك النهائي. من جهته، أوضح مدير إدارة العلاقات العامة في شركة «أرامكو» عثمان مصطفى الدغيثر أن الشركة تزود وكلاء السفن بحاجتهم من زيت الوقود من مصفاة جدة، ولا يواجه الموردون الرئيسيون الذين يقومون بتلبية الطلب المحلي في ميناء جدة أية مشكلات في توفير الإمدادات لعملائهم. وقال إن زيت الوقودCST180 يناسب جميع المحركات من الناحية الفنية، وسبق للشركة أن عقدت عدداً من الاجتماعات مع وكلاء السفن وهيئة الميناء لشرح التزامها بتزويد ميناء جدة بأنواع الوقود التي تحتاج إليها السفن التي تصل إليه، وخلصت إلى أن نظام الإمداد المحلي يلبي جميع حاجات الميناء من الوقود.