أبدى الشاعر محمد الألمعي، استياءه من الوضع الحالي، بالقول: «لا أحد يقر ما وصل إليه الحال في التعامل مع المبدعين ماديّاً ومعنويّاً». وأكد أنه «طالما لم يحدث تطوير للمؤسسات والأنظمة، وفرز الكوادر القادرة على القيادة الحقيقيّة لمؤسسات الثقافة، وإعلان أجندة إصلاح واضحة المعالم، فلن نستطيع مساءلة أحد عن حجم مكافأة، أو استحقاق أديب، فهذه كلها اجتهادات أفراد، واستمزاج شخصي، وتقدير بحسب إمكانات وموازنة هذه الفعالية أو تلك». وأضاف: «لن نتمكن من محاسبة جهة لا تخاطب المشارك في فعالياتها بلغة تعاقديّة، تُلزم المدعو بعمل، والداعي بشراء حقوق هذا العمل، وتوثيقه بتقنيّة عالية، وتسويقه في شكل راق ومتحضر، وإعطاء صاحبه حقوقه الماديّة والمعنويّة في مقابل ذلك». واعتبر أن ما يحدث اليوم «ملء فراغ زمني بفعاليّة نمطيّة التنظيم، هي امتداد لما عهدناه من حفلات المدارس، وقليل من التصفيق، والاحتفالية، تبعاً لحجم الضيف والتفاف مريديه». وشدد الألمعي، على أنه «لا يمكن أن نتكلم عن التقصير، من دون أنظمة حماية، ورعاية للأدباء والكتاب، والفنانين والمثقفين، ومن دون استحداث أساليب تهيئ لهم المناخ الملائم للحضور والفعل، ومن دون أنظمة لتفرغهم للكتابة والعمل الثقافي». واعتبر حضورهم كقيمة إنسانيّة ووطنية، «يكفي عن وظيفة تشغلهم وتهدر أداءهم، لمجرد مطاردة لقمة العيش». وأضاف: «لا يمكن أن نتكلم من دون اتحاد عام واتحادات إقليمية للأدباء والكتاب، ومن دون أن تعمق تجربة الأندية الأدبيّة كمؤسسات مجتمع مدني، بوصفها قامت أساساً على مبادرة أهلية لمواطنين أدباء، فغدت حقاً مادياً ومعنوياً لمؤسسيها الرواد، والقائمين عليها من الأدباء والمستهدفين بنشاطها». ورفض اعتبار الأندية مجرد «مختبرات لاجتهادات تفرغها من مضمونها وتضعف استقلاليتها، بتعيين كوادر تسيرها في اتجاه تبعية كاملة لوزارة الثقافة والإعلام»، مؤكداً أنه «من دون إعلان الوزارة أجندة واضحة تجاه الثقافة ومؤسساتها، ومن ثم المشتغلين بها، من مبدعين وناشطين، فلن نستطيع مناقشة أحد، أو مساءلته عن حجم مكافأة، أو تأخير استحقاق». وشدد على أنه من تجارب عدة، يشهد «أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب، حينما كانت معنية بالجانب الثقافي، كانت أكثر وأجزل عطاء ووضوحاً في تعاملها». وأضاف: «بعد مرور سنوات على تسلم وزارة الثقافة والإعلام زمام الأمور، ما نزال ننتظر إعلان نوايا واضح المعالم، يقول لنا من نتهم وننتقد، وأي نظام نشأ عنه هذا التقصير!».