لسان حال طلاب مقرر «فقه وسيرة» في جامعة الملك فيصل في الأحساء أمس، كان يقول: «من الأرض خُلقنا.. وعليها نختبر.. وإليها نعود»، وذلك بعد أن افترشوا الأرض في الممرات والمطعم، لأداء الاختبار. فيما وثق أحدهم الواقعة، وبثها من طريق مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار «تذمراً» بين المشاهدين. وبخاصة أن الحادثة تكررت هذا العام في جامعتين سعوديتين، إذ ظهرت مشاهد مماثلة في جامعة الطائف. واضطر طلاب شعبتين في الجامعة «لافتراش الأرض بطريقة بدائية، لا تتناسب مع مكانة جامعة الملك فيصل العلمية» بحسب طلاب تحدثوا ل»الحياة»، مفضلين عدم ذكر أسمائهم، وقال أحدهم: «إن الذهول اعترى وجه كل من مر بجوارنا ونحن نؤدي الاختبار، وكأننا ندرس في الكتاتيب، ما جعلنا نشعر بحال من الغضب وعدم التركيز». وسرد الطالب بداية المشكلة «كان من المقرر أن يكون الاختبار في مبنى السنة التحضيرية الجديد، ولكن ما أن وصلنا حتى أخبرونا أن نرجع إلى المبنى القديم، وحين وصلنا أعادونا إلى المبنى السابق، وهكذا حتى استقر بنا الأمر في المبنى القديم، وتأخرنا عن الموعد المقرر لمدة تفوق 20 دقيقة». وأضاف: «فاق عدد الطلاب الموزعين على شعبتين 120 طالباً، افترشت الشعبة الأولى أرض المطعم، فيما أدت الثانية اختباراتها في ممر الكلية». مضيفاً: «إن أستاذ المادة حين وزع الأوراق علينا لنبدأ الحل، أخرج موبايله الخاص وبدأ يصورنا، ولم نعرف السبب، ونعتقد أنه يريد أن يوثق هذا الحدث». ورجّح طلاب أن يكون من الأسباب التي أدت لهذه الحادثة، «سوء التنسيق بين المسؤولين عن القاعات ومواعيد الحجوزات». وأشار طالب إلى أن «أستاذ المادة وقبل أن يوزعنا على الممر كان يتحدث عبر الموبايل، وكأنه يسأل عن القاعة وعدم توافرها، وربما كان غاضباً من عدم توافرها، لكننا استجبنا للاختبار على الأرض مجبرين غير راضين، لأنه أمر لا يليق بطالب جامعي». وأثارت الصور ومشاهد الفيديو التي قام الطلاب بتصويرها موجة من «التهكم والسخرية»، من مرتادي مواقع التواصل، متسائلين عن الإمكانات التي تتمتع بها الجامعة، التي لم تخدم هؤلاء الطلاب. فيما تساءل آخرون عن «إصرار أستاذ المادة على تأدية الاختبار، على رغم عدم توافر قاعة شاغرة، وما الرسالة التي يريد أن يوصلها؟». وأكد طلاب على حقهم في الحصول على «اعتذار رسمي عما حصل، وعدم تكراره، لأنه لا يليق بسمعة ومستوى جامعة عريقة مثل جامعة الملك فيصل». وتواصلت «الحياة» مع المتحدث باسم الجامعة الدكتور عبدالعزيز الحليبي، لأخذ رد حول ما جرى، إلا أنه اكتفى بالقول: «إن الموضوع قيد البحث لمعرفة حيثياته، والجامعة ستصدر بياناً توضيحياً قريباً بهذا الخصوص». يذكر أن توثيق تصوير الفيديو الذي يقوم به الطلاب في الجامعات والكليات السعودية، أسهم في إظهار «تجاوزات كبيرة» يقوم بها أساتذة الجامعات كان من أبرزها ما قام به أستاذ أكاديمي بنزع ملابسه أمام الطلاب. فيما أظهر مقطع آخر محاضر يضع قدميه على الطاولة في وجوه الطلاب، ومشاهد لحوادث أخرى لا تليق في الحرم الجامعي والمكانة العلمية للمكان. ودائماً ما تخرج هذه الجامعات بتصريحات تشير إلى أنها «تصرفات شخصية لا تنتمي إلى الجهة التعليمية التي حدثت فيها». وبدأ هذا الاتجاه التوثيقي ينشط في الآونة الأخيرة، خصوصاً مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. وحصل تحرك «جاد» لتصحيح هذه السلوكيات، فيما اعتبرتها وزارة التعليم العالي في أكثر من مناسبة، بأنها «غير مقبولة ويُتخذ في حق مرتكبيها الإجراءات الرسمية الصارمة».