عبرت القاهرة عن قلقها لتأخر الدراسات الفنية المتعلقة ب «سد النهضة» الإثيوبي، لكنها أبدت في الوقت ذاته ارتياحاً لزيارة وفد رسمي موقع السد والاطلاع على سير العمل فيه. واجتمع أمس، وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبدالعاطي مع وزيريْ المياه السوداني والإثيوبي، في أديس أبابا، لمناقشة وحسم ما تبقى من النقاط الخلافية الواردة في التقرير الأولي للمكتبين الاستشاريين الفرنسيين في شأن آلية عمل المكتب خلال فترة تنفيذ دراسات حول تأثيرات سد النهضة على الأمن المائي المصري والسوداني، في خطوة لدفع العملية التفاوضية إلى الأمام وتخطي العقبات التي شهدتها المفاوضات خلال الشهور الماضية، خصوصاً مع إعلان إثيوبيا نيتها البدء فى المرحلة الأولى لتخزين المياه أمام جسم السد العام المقبل. وتعد المرحلة الحالية للمفاوضات الأهم بين اجتماعات سد النهضة، باعتبارها تحدد التفاصيل الفنية للمنهجية التي سيستخدمها المكتبان الاستشاريان الفرنسيان في تنفيذ الدراسات. وقال عبدالعاطي في كلمته في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الثلاثي إن مصر قلقة من تأخر الدراسات الفنية عن السد، مؤكداً ضرورة «زيادة الالتزامات والتعهدات لإنجاز هذه الدراسات في أسرع وقت». وعبر عن تقديره تنظيم أديس أبابا زيارة شارك فيها لموقع السد. وقال إن «هذه الزيارة أعطتنا صورة عن تطورات العمل على الأرض في موقع السد، والتي تحتاج إلى تحرك عاجل من أجل إنهاء المناقشات... مصر قلقة للغاية بسبب تأخر الدراسات الموصى بها في تقرير لجنة الخبراء الدوليين عن السد، ونؤكد التزام مصر باتفاق إعلان المبادئ الذي وقع في الخرطوم بين رؤساء الدول الثلاثة، وكذلك تسهيل الإجراءات كافة لإنجاز الدراسات في الإطار الزمني المحدد». وعبر عن أسفه لأن «القضايا الشائكة والأساسية لا تزال معلقة»، ما دفع مصر إلى طلب توقيع اتفاق بجدول زمني محدد لتنفيذ بنود العقد الموقع مع المكتب الاستشاري المعني بدراسات السد، حتى يتم تجنب أي تأخير في إنجاز تلك الدراسات. وقال إن الاجتماع الحالي نعتبره «إثبات حسن النيات لحل النقاط الخلافية»، لافتاً إلى أن الدراسات الفنية سيكون من شأنها «الاتفاق على الملء الأول وقواعد تشغيل السد وفقاً لما نص عليه إعلان المبادئ». وقال الناطق باسم وزارة الري المصرية حسام الإمام في تصريحات ل «الحياة» إن إثيوبيا أثبتت حسن نياتها حتى الآن، بعد أن وافقت على طلب مصر زيارة موقع السد، لافتاً إلى أن الوفد المصري الذي رأسه وزير الري تأكد بالفعل من كذب المعلومات عن تخزين إثيوبيا المياه، وتم إطلاعنا أيضاً على أمور فنية تخص السد أراد الجانب المصري التعرف إليها، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام الإثيوبية تحدثت عن الزيارة هذه المرة في شكل مختلف، معرباً عن أمله بأن تزيد هذه الزيارة مستوى الثقة والشفافية بين كل الأطراف. وتمنى الوصول إلى اتفاق خلال زيارة وزير الري الحالية إثيوبيا، بخصوص الملاحظات حول التقرير الاستهلالي للمكتبين الاستشاريين عن الدراسات الفنية لتحديد الأضرار المحتملة للسد على دول المصب. وقالت وزارة الري المصرية في بيان إن الوزير تفقد مع نظيريه الإثيوبي والسوداني والوفود الفنية في اللجنة الثلاثية الفنية المشتركة موقع سد النهضة، وتأكد من عدم تخزين مياه في بحيرة السد خلال هذا العام، إلى جانب عدم تنفيذ أي أعمال يمكن أن تعيق حركة المياه الواصلة إلى مصر حتى هذه اللحظة، مشيراً إلى أن الجولة التفقدية للوزراء شملت السد المساعد وخطوط نقل الكهرباء ومحطة التوليد وبحيرة السد، ونظم عرض تقديمي من خلال مدير المشروع حول الموقف التنفيذي للسد، وتمت الإجابة على كثير من أسئلة الفنيين سواء من الجانب المصري أو السوداني. وهذه هي أول زيارة لوزير مصري إلى موقع سد النهضة، منذ أن اتفق وزراء الخارجية والري للدول الثلاث خلال اجتماعهم السداسي الذي عقد في الخرطوم في كانون الأول (ديسمبر) 2015 على زيارة موقع السد.