صعّدت حركة «طالبان» هجماتها ضد القوات الأفغانية في ولايات مختلفة، بينها بكتيا وغزنة وفرح (جنوب شرق) وقندهار (جنوب)، ما خلّف 71 قتيلاً على الأقل بينهم قائد بارز في الشرطة وعشرات الجرحى. وفجّر انتحاريان من الحركة سيارتين مفخختين أمام مركز تدريب للشرطة في غارديز، كبرى مدن بكتيا، ثم اقتحمه عدد من مسلحيها ما أدى إلى اشتباكات أسفرت عن مقتل 21 رجل أمن، أحدهم قائد الشرطة، و20 مدنياً وجرح 160، في حين أعلنت وزارة الداخلية مقتل 5 مهاجمين على الأقل. واستخدم مسلحو «طالبان» آليات هامفي العسكرية الأميركية الصنع كانوا غنموها من الجيش الأفغاني في هجوم بكتيا، وكذلك في هجوم آخر شنّوه قرب مكتب حاكم ولاية غزني المجاورة، وأدى إلى مقتل 25 من رجال الأمن على الأقل و5 مدنيين، وجرح 10. وأعلن مسؤول بارز في الحركة لم يكشف اسمه أن الهجمات «جاءت رداً على اعتداءات سلاح الجو الأميركي» الذي أعلن مقتل 31 من مسلحي «شبكة حقاني» في غارتين نفذتها طائرات من دون طيار على مخابئ لهم في منطقة كورام القبلية الباكستانية المحاذية لجبال تورا بورا في أفغانستان. وردّ وزير الخارجية الباكستاني خواجا آصف على الغارات بتكرار طلب بلاده وقفها، «كونها أدت إلى سقوط عشرات من المدنيين». وأوضح بصير خان، المسؤول في منطقة كورام القبلية (شمال غرب)، أن «4 طائرات أميركية من دون طيار أطلقت 6 صواريخ على مخبأ للمتشددين قرب الحدود، ما أدى إلى مقتل 20 منهم. ثم أطلقت طائرات أخرى بعد ساعات 4 صواريخ في ضربتين أخريين حصدتا11 قتيلاً». وهو نفى وجود قادة بين المتشدّدين القتلى في المنطقة، لكن مصدراً في «طالبان» تحدث عن مقتل اثنين من القادة في الغارات. وقبل أيام، نفّذ الجيش الباكستاني عملية ضد «شبكة حقاني» في منطقة كورام لتحرير عائلة مخطوفة منذ 5 سنوات وتتألّف من والد كندي يدعى جوشوا بويلي وزوجته كيتلان كولمان وأولادهما الثلاثة الذي وُلدوا في الأسر. تزامن ذلك مع عقد ممثلين لدول أفغانستان والصين وباكستان والولايات المتحدة المعنيّة بنشاطات لجنة إحياء محادثات السلام الأفغانية، وذلك بعد نحو شهرين على مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في إستراتيجيته الجديدة الخاصة بأفغانستان، بتحقيق «انتصار حاسم على طالبان»، متهماً إسلام آباد ب «عدم العمل جديّاً لمنع شبكة حقاني من العمل من أراضي باكستان ضد القوات الحكومية والأميركية في أفغانستان». ومثّل الاجتماع الذي نفت «طالبان» تلقيها دعوة إلى حضوره، مؤشراً إيجابياً إلى تفعيل تحرّكات اللجنة الرباعية بعدما توقّف عملها فترة أكثر من سنة. وتطالب باكستان عبر هذه اللجنة بالاتفاق على آلية للعمل المشترك ضد كل الجماعات المسلحة في أراضيها وأفغانستان، والاتفاق على أجندة تحظى بموافقة «طالبان» للجلوس إلى طاولة الحوار مع كابول. لكن الحكومة الأفغانية والإدارة الأميركية تصرّان على تنفيذ باكستان أولاً حملة عسكرية على أراضيها ضد «شبكة حقاني».