رأى نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم «أن الجو الذي نعيشه في لبنان مليء بالتحديات، ولكن أيضاً مليء بالتدليس ومحاولة تشويش العقول، وهناك جهات تتخبط لأنها تريد أن تحكم بأي ثمن وبأي شكل، حتى ولو خاضت في كل المحرمات، وهذه مشكلة لا بد أن نواجهها». وأكد قاسم في احتفال تكريم داعمي الحجاب في مطعم الساحة، «أن وثائق ويكيليكس تظهر أن بعض اللبنانيين جزء لا يتجزأ من العمل لخدمة المشروع الإسرائيلي، وقد قاموا بأداء أثناء عدوان تموز (يوليو)... وفي هذه اللحظات الصعبة والمعقدة تصرف البعض في لبنان على أساس أنه جزء من المشروع الأميركي الإسرائيلي، وليس على أساس أنه جزء من المشروع الوطني والخيارات الداخلية». ولفت قاسم الى أن هناك أربعة أمور يمكن أن «نستكشفها من دلالات وثائق ويكيليكس: أولاً، بالنسبة إلينا في حزب الله لم تزدنا هذه الوثائق اقتناعاً بشيء مخالف لما كنا مقتنعين به عام 2006، ولم تزدنا معلومات إضافية عن المعلومات التي كنا نملكها، ونؤسس عليها ونبني على قواعدها، ... لكنها تبرز حقيقة ما كنا نقوله، وتثبت صدقيتنا أكثر فأكثر. وثانياً، يا للأسف، أبرزت هذه الوثائق من خلال طريقة العرض، والنقاش الذي كان يجري مع السفير الأميركي وقتها جيفري فيلتمان، أن الكثيرين ممن ارتادوا السفارة الأميركية أو جلسوا مع فيلتمان تصرفوا كمخبرين، يعطون المعلومات المتوافرة لديهم ويشجعون الطرف الآخر على أن يتبناها كحقائق لمواجهة حزب الله، وأيضاً الأسئلة التي كان يطرحها فيلتمان تجعلهم في موقع أن يسدوا خدمات تساعد المشروع الأميركي الإسرائيلي. ثالثاً، كانت لدى هذا البعض لهفة لتعويض الضعف الشعبي من خلال الاتكاء على الوصاية الدولية والضربات الإسرائيلية، وهذه نقطة سلبية جداً، بدل أن يكون هذا البعض مع المواطنين اللبنانيين الآخرين لنكون يداً واحدة لحماية لبنان، أصبح هذا البعض من أجل السلطة، ومن أجل تعديل معادلة قوة الشعب وتمثيله، حاضراً لأن يُقدم المواطنين الآخرين على مذبح السياسة الدولية. رابعاً، العداء البارز تماماً لهذا البعض للمقاومة». وأضاف: «نقول لهذا البعض وصلتنا رسالة بعض جماعة 14 آذار، برغبتهم بإعادة الوصاية الأميركية إلى لبنان عبر الانخراط بمشروعها، وفي رفضهم صيغة العيش المشترك إذا لم يتسلطوا على سدة الحكم، وفي سعيهم لوضع البلد في دائرة الفتن والتحريض عليه وعلى انتصاراته، فالمهم أن لا تفوز المقاومة. ولكن جوابنا واضح، نحن نؤمن بثلاثية قوة لبنان: الجيش والشعب والمقاومة، الذي سيبقى حاضراً في الميدان ولن تهزه التصريحات والحرتقات، وسنعمل مع الأكثرية الجديدة لبناء لبنان الوطن والاقتصاد ومصالح الناس، وسنمد اليد لمن يريد العودة إلى قوة لبنان ومكانته وإلى لبنان الوطن». ورد وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب في مداخلة عبر «أل بي سي» على كلام الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله، مبدياً أسفه «من استناد إلى وثائق تعود إلى دولة يعتبرها عدوة ولا تريد خير لبنان». وأكد أن «كل ما ورد في تقارير موقع «ويكيلكس» لا يمثل حقيقة»، مشدداً على أن «كل المحادثات التي أجريناها كانت لوقف العدوان الإسرائيلي»، ومعرباً عن خشيته «من أن تكون عملية استغلال وثائق «ويكيلكس» هي للمقايضة بقضية المحكمة».