أقر المتهم بقتل كاهن كنيسة في أحد شوارع القاهرة بكرهه المسيحيين، واصفاً إياهم ب «الكفار». ونفى في تحقيقات النيابة تبعيته لتنظيم «داعش» أو متابعة إصدارته على مواقع الإنترنت، لكنه دخل خلال جلسة التحقيق، التي استمرت ساعات، في نوبات من الهذيان وأطلق عبارات غير مفهومة، وفق رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان المحامي نجيب جبرائيل، الذي حضر جلسة التحقيق مع المتهم والشهود. وقتل شاب يُدعى أحمد سعيد السنباطي كاهن كنيسة القديس يوليوس الأقفهصي في «الفشن» في بني سويف القمص سمعان شحاتة أثناء وجوده في مدينة السلام في القاهرة قبل أيام. وتحفظت سلطات التحقيق على فيديو التقطته كاميرا مراقبة مثبتة في موقع الجريمة ظهر فيه القس القتيل يركض ويطارده شاب يرتدي جلباباً ويمسك «ساطوراً» في يده، ومن حوله يهرول المارة، ثم يلحق الشاب بالقس عند بوابة مخزن للحديد، ويطعنه طعنة نافذة في ظهره ليسقط الضحية، ثم ينهال القاتل على جثمانه بالساطور، ويُمرره على رأسه، قبل أن يفر من موقع الهجوم. وقالت وزارة الداخلية إن الجاني سبق اتهامه في قضية ضرب أبيه وإشعال النار في منزله. وأشعل حديث منابر إعلامية عن أن الجاني مختل عقلياً، غضب الأقباط. وتعاملت الكنيسة مع الاعتداء على أنه «إرهابي». وكانت نيابة حوادث شمال القاهرة قررت حبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات. ونيابة الحوادث معنية بالجرائم التي تقتضي تحقيقاً عاجلاً، وتعمل على مدار الساعة، وتضم محققين متخصصين ذوي كفاءة عالية، ولها أن تحيل التحقيقات على نيابة أمن الدولة العليا إن رأت أنها «جهة الاختصاص»، بقرار من المحامي العام لنيابة الحوادث، ويخوّلها القانون أيضاً إنهاء التحقيقات وإحالة ملف القضية في اختتامها على نيابة أمن الدولة العليا لإحالتها على المحكمة. وقال المحامي نجيب جبرائيل ل «الحياة» إن «التحقيقات في القضية ما زالت مستمرة، لكن للأسف الشديد هناك من يشيع أن المتهم مختل عقلياً. النيابة أجرت معاينة تصويرية لموقع الاعتداء، ونخشى من إحالة المتهم على مستشفى الأمراض النفسية، كون الجريمة لا يوجد فيها ثمة اختلال عقلي، إذ فكر الجاني وطارد الضحية وطعنه وواصل الطعنات في روية وهدوء، وميز بين رجل الدين المسيحي وآحاد الناس». وأوضح جبرائيل أن الجاني أقرّ في تحقيقات النيابة «تفصيلياً بارتكابه الجريمة، وقال: «أتى لي وحي لقتل المسيحيين الكفرة»، لافتاً إلى أن جلسة التحقيق استمرت سبع ساعات، وبدأها رئيس النيابة بسماع شهود الواقعة ثم جيران المتهم، الذين أكدوا أنه «ليس مختلاً عقلياً» وأجمعوا على كراهيته الأقباط وأنه دائم الشجار مع الآخرين، وسبق أن سبّ المسيحيين أمام كنيسة. وأضاف «جيرانه قالوا إنه أصيب بحالة من التطرّف في الآونة الأخيرة وجنح إلى الوحدة ولبس الجلباب الأبيض وكان دائم الجلوس في المسجد». ولفت جبرائيل إلى أن المتهم انتابته حالات من الهذيان أثناء التحقيق «مرات كان يتحدث بروية تامة وعقل متزن، وقال إنه قتل القس لأنه يكره المسيحيين الكفرة، ومرات كان يهذي بعبارات غير مفهومة، منها مثلاً - أريد مليون جنيه للسفر إلى فرنسا. أتوقع أن يُحال على الطب النفسي وأنا أقدّر هذا الموقف، لكن المواطنين المسيحيين لن يقدروه، وأتمنى لو أحيل على الطب النفسي لتكون هناك شفافية في تشخيص حالته». وأشار جبرائيل إلى أن «المحقق سأله عما إذا كان يُتابع إصدارات تنظيم داعش على الإنترنت، فنفى موضحاً أنه لا ينتمي إلى التنظيم الإرهابي. وسأله المحقق عن سبب وصفه المسيحيين بالكفار، فقال إنه قرأ كثيراً في كتب دينية أنهم كفار». وأوضح جبرائيل أن المتهم «ظل متماسكاً، ولم يُظهر أي انفعالات أو محاولات للاعتداء على أحد خلال التحقيق».