أصبحت آيسلندا أصغر دولة على الإطلاق تتأهل إلى كأس العالم لكرة القدم عقب فوزها (2-صفر) على كوسوفو لتتصدر المجموعة التاسعة وتبلغ النهائيات للمرة الأولى في تاريخها أمس (الإثنين). ووضع جيلفي سيغوردسون آيسلندا في المقدمة قبل نهاية الشوط الأول بخمس دقائق عندما راوغ أحد المدافعين وسدد في الشباك من مدى قريب. وأثبتت آيسلندا أن بلوغها دور الثمانية في بطولة أوروبا العام الماضي، والتي شهدت فوزها على النمسا وإنكلترا، لم يكن ضربة حظ. وصنع سيغوردسون أيضاً الهدف الثاني لزميله يوهان غودموندسون في منتصف الشوط الثاني، لتكمل آيسلندا مشوارها في التصفيات بالفوز في آخر ثلاث مباريات من دون أن تهتز شباكها. وحققت آيسلندا إنجازاً تاريخياً بالنسبة لدولة يبلغ عدد سكانها 350 ألف نسمة، لتحطم الرقم المسجل باسم ترينداد وتوباغو التي تأهلت لبطولة العام 2006 في ألمانيا وكان عدد سكانها مليون و300 ألف نسمة. وتصدرت آيسلندا، التي يتولى طبيب الأسنان هيمير هالغريمسون تدريبها بشكل موقت، المجموعة برصيد 22 نقطة من عشر مباريات. وحتى إشعال الألعاب النارية للاحتفال عقب صافرة النهاية، لم تبد الأمسية الممطرة في العاصمة ريكيافيك مناسبة تاريخية، إذ سعى أصحاب الأرض إلى تحقيق فوز متوقع على منافس بدا أكثر تنظيماً من الناحية الخططية، لكنه افتقد للنزعة الهجومية. وبدأت آيسلندا التشكيلة بأربعة لاعبين ينتمون لفرق في القسم الثاني من الدوري الإنكليزي، إضافة إلى اثنين يلعبون من الدوري الممتاز وواحد في دوري الدرجة الأولى الإيطالي ومثله من الدوري الدنماركي والسويدي والأسكتلندي والروسي. ووضع الفوز الكبير (3-صفر) في تركيا الجمعة الماضي آيسلندا في صدارة المجموعة قبل الجولة الأخيرة، وعلى رغم ذلك عانى الفريق لفرض أسلوبه أمام متذيل ترتيب المجموعة. واضطرت آيسلندا إلى الانتظار نحو نصف ساعة لتشكل خطورة على مرمى الضيوف عندما أرسل يون بودفارسون ضربة رأس نحو القائم البعيد أمسك بها حارس كوسوفو سمير يوكاني. واستخلص سيغوردسون الكرة عند حافة منطقة الجزاء، وتجاوز أمير رحماني وأطلق تسديدة في مرمى يوكاني محرزاً هدفه الرابع في التصفيات. وبدت آيسلندا سعيدة بالتقدم، لكنها سجلت ثانية في الدقيقة 68 عندما تجاوز سيغوردسون مرة أخرى يوكاني ليمرر الكرة إلى غودموندسون ليسدد في الشباك من مدى قريب. وحققت آيسلندا بذلك سبعة انتصارات في عشر مباريات بينها كل مبارياتها الخمس على أرضها. وكانت كرواتيا، التي بلغت قبل نهائي كأس العالم من قبل، وتركيا من بين ضحاياها.