كرر آباء الكنيسة المارونية المقيمون في لبنان وعالم الانتشار الماروني ما جاء في ندائهم الاخير «من اجل اجراء انتخابات نيابية مسؤولة وشفافة»، مجددين «الدعوة الى ان يثبت هذا الاستحقاق الوطني الكبير الحرية والديموقراطية الحقة في لبنان، وان يعمد المواطنون الى تغليب المصلحة العليا على اي مصلحة شخصية او فئوية او طائفية، والى تأمين مستقبل حر وواعد لاجياله الجديدة». وأكد الآباء أنهم «يتطلعون مع فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، بعد الانتخابات النيابية، الى المباشرة بعملية الاصلاح بدءاً بتفعيل المؤسسات الدستورية الكفيلة وحدها بتوطيد الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي وحماية المواطنين جميعاً»، مناشدين «اللبنانيين جميعاً الحفاظ على وطنهم الواحد والمتضامن وان يبعدوا عنه نار الفتنة والانقسام، وباللجوء الى الحوار وحده لحل الخلافات، وبتغليب الخير العام على كل منفعة». واعتبر المطارنة في بيان صادر في ختام مجمعهم السنوي الذي انعقد برئاسة البطريرك الماروني نصر الله صفير، أنه «من اجل بناء الوحدة الوطنية، وتخفيف حدة الصراع على السلطة المركزية وتعزيز الانماء المتوازن، لا بد من اعطاء الاولية لتحقيق اللامركزية الادارية الموسعة. وامام نزيف الهجرة، وهموم الكثرة العظمى من اللبنانيين في تأمين لقمة العيش والواجبات التربوية والاستشفائية، يطالب الآباء الدولة بالاصلاح الاقتصادي والضريبي، وبدعم النشاط الانتاجي الصناعي والزراعي والسياحي والاستثماري». ودعا الآباء الدولة الى «الاهتمام الخاص بالطاقات الشبابية لتوفير فرص العمل للشباب وفقاً لمهاراتهم وكفاءاتهم والاتاحة لهم البقاء في وطنهم، وتحفيز الابداع على ارضه، وتأمين مستقبلهم فيه، وانشاء عائلة، وفتح ابواب الرجاء امامهم بمستقبل افضل». وناشد الآباء «اخوانهم اللبنانيين وابناءهم جميعاً ان يحافظوا على وطنهم الواحد والمتضامن، وان يبعدوا عنه نار الفتنة والانقسام، وان يواجهوا ظروف المرحلة واستحقاقاتها بالتفاهم في ما بينهم، وباللجوء الى الحوار وحده لحل الخلافات، وبتغليب الخير العام على كل منفعة خاصة». وصلى الآباء للوطن «الذي يشد اليه جميع ابنائه، المقيمين فيه والمنتشرين»، ودعوا الى «رفع مشعل الحرية عالياً في سمائه، ولتلاقي المسيحية والاسلام في صفوف شعبه المؤمن على أساس من المحبة المتبادلة والتعاون البناء، ويهمهم ان يحترم العالم كله هذه الخصوصية اللبنانية ويقدر عطاءاتها ويثمن موقعها الحضاري المميز»، ودعوا «ابنائهم الاعزاء في الوطن وفي النطاق البطريركي والانتشار ليبقوا دائماً موحدين ومتآلفين مع اخوانهم في المواطنية، ومتمسكين بقيمهم الروحية وتراثهم الانساني العريق».