اعتقلت البحرين ستة على الأقل من زعماء المعارضة اليوم الخميس بعد يوم من شنها حملة على الاحتجاجات والاعتصامات ما أثار انتقادات من الولاياتالمتحدة وزاد المخاوف من نشوب صراع إقليمي. وعاد الهدوء الى الشوارع بعدما استخدمت القوات البحرينية الدبابات وطائرات الهليكوبتر لإخلاء الشوارع من المحتجين وإنهاء اعتصام بات رمزا لمطالبتهم بمزيد من الحقوق في المملكة. وقتل ثلاثة من الشرطة وثلاثة محتجين في الحملة. وقالت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية اكبر جماعة معارضة في البحرين إن من بين من اعتقلوا اثناء الليل حسن المشيمع زعيم حركة الحق وعبدالوهاب حسين زعيم حركة الوفاء وكانا يقودان دعوات لإسقاط الأسرة الحاكمة. وقصرت جمعية الوفاق الاكثر اعتدالا مطالبها على إصلاحات سياسية ودستورية واسعة النطاق. كما ألقي القبض على ابراهيم شريف زعيم جمعية وعد العلمانية اليسارية. وقالت فريدة اسماعيل زوجة شريف عبر الهاتف ل"رويترز" إن "اثنين من البلطجية تسلقا السور ودخلا فناء المنزل وصوب أحدهما بندقية في وجه ابراهيم بينما ذهب الثاني الى مرأب السيارات بالمنزل ليدخل الباقين". وأضافت "أن البطجية انتشروا في المنزل وأخذوا يحطمون الأشياء". ولم يتسن الاتصال بوزارة الداخلية للتعقيب على الفور كما أن الاتهامات الموجهة لمن اعتقلوا غير معلومة. ونتيجة للاضطرابات التي تشهدها البحرين تدفقت قوات أمن من السعودية وقطر والكويت والإمارات على البلاد وجميعها تخشى أن تصب الاحتجاجات التي بدأت الشهر الماضي في مصلحة ايران. وفي وقت سابق هذا الاسبوع قالت واشنطن إنها تتفهم طلب حكام البحرين تعزيزات. لكن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قالت امس إن القوة ليست هي الحل. وقالت لشبكة (سي.بي.إس) "نرى ما يحدث في البحرين مثيرا للقلق. نعتقد أنه لا توجد إجابة أمنية على تطلعات ومطالب المحتجين." واستطردت قائلة "إنهم يتبعون مسارا خاطئا." وقال مصدر طبي إن العشرات نقلوا الى مستشفى البحرين الدولي امس من جراء الإصابة بطلقات مطاطية او طلقات الرش او نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع وهي الأسلحة التي تستخدمها شرطة مكافحة الشغب. كما أصيب شخص بطلقة من الرصاص الحي. وقال شهود ومصادر طبية إن محتجين رشقوا الشرطة بالحجارة وقنابل المولوتوف اثناء محاولتها إخلاء مركز الاعتصام كما قتل المحتجون ثلاثة منهم حين دهسوهم بسياراتهم التي قادوها بسرعات عالية. وحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما عاهل البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة على ضبط النفس. ووصل جيف فلتمان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية إلى البحرين يوم الاثنين للدعوة إلى محادثات لحل الأزمة. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية امس إنه غادر. ويقول محللون إن تدخل الدول الخليجية في البحرين ربما يدفع ايران التي تدعم جماعات في العراق ولبنان الى الرد. وقال جاسم حسين وهو من نواب الوفاق معلقا على تدخل دول الخليج ان هذا كان قرارا خطيرا لأن المسالة اصبحت دولية وان هناك احتجاجات في العراق وإيران ولبنان. وتابع أن هذا لم يكن له داع لأن مطالب المحتجين مطالب محلية ولا علاقة لها بالسعودية أو بالإمارات. ونددت ايران برد البحرين على الاحتجاجات التي هي أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ التسعينات وقال التلفزيون الحكومي إن طهران استدعت سفيرها للتشاور. ونقل عن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد قوله "ما حدث أمر سيء وغير مبرر ويتعذر إصلاحه." ويوم الثلاثاء استدعت البحرين سفيرها للتشاور والاحتجاج على انتقادات طهران. وحفزت الحملة التي شنتها البحرين شيعة العراق مما فاقم التوتر الطائفي الذي أدى الى سنوات من القتال في العراق. وانتقد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الهجوم على المحتجين ودعا رجل الدين مقتدى الصدر الى تنظيم احتجاجات. وفي لبنان خرج أنصار حزب الله في مظاهرات تضامنا مع اخوانهم في البحرين. ولم يتحقق احتجاج دعت اليه حركة شباب البحرين التي لعبت دورا كبيرا في مركز الاعتصام بدوار (ساحة) اللؤلؤة وذلك بعد أن حظر الجيش كل التجمعات وفرض حظر تجول من الرابعة مساء الى الرابعة صباحا في أجزاء كبيرة من المنامة. ورأى شاهد من رويترز دبابات تتجه نحو شارع البديع الذي كان من المقرر تنظيم الاحتجاج فيه. ولم ينتشر الجيش في الطريق الى المطار غير أن الشرطة أقامت نقاط تفتيش تعبر من خلالها السيارات.