بعد يوم من إطلاق وزارة العمل مشروعها «حافز» لإعانة الباحثين عن العمل مالياً، واجه شبان صعوبة في إدخال بياناتهم عبر موقع «حافز» على شبكة الإنترنت، وكذا عن طريق الرسائل النصية (sms)، فيما انتقد عضو شورى آلية الوزارة في إطلاق البرنامج، قائلاً: «كان من المتوقع أن تكون فيه أخطاء تحدث لأن مكاتب العمل هي جزء من المشكلة». وشهدت «الحياة» محاولات عدد من العاطلين تسجيل بياناتهم عن طريق خدمة الرسائل النصية القصيرة (sms) التي كانت متعثرة طوال أمس، إذ أرسلوا أكثر من مرة رسائل نصية تحوي رقم الهوية الوطنية إلى الأرقام التي حددتها الوزارة لتبوء جميع محاولاتهم بالفشل، إذ تعود إليهم رسالة نصية أخرى «للتسجيل الرجاء أرسل رقم الهوية». وقال فالح الروقي باحث عن الإعانة ل «الحياة»: «منذ صباح أمس وأنا أحاول الإرسال على الأرقام المخصصة لكن من دون جدوى، فالرسالة تعود بأخرى لم نفهم معالمها، على رغم أنني أرسلت في فترات متفاوتة، لكن الأمور لم تسر كما ينبغي، حتى أن البيانات على شبكة الإنترنت لا تزرع الثقة في نفوس المتقدمين، إذ إن الوزارة تطلب فقط رقم الهوية ورقم الهاتف ومن ثم تشكرنا على التسجيل وتطلب الانتظار لحين معالجة طلبنا». وأضاف أنه كان يتعيّن على وزارة العمل أن تضع آلية زمنية للتقديم على الإعانة بالاختيارات كافة، «ومن ضمنها التقديم على مكاتب العمل». ورأى عمر المطيري أن البيانات التي تطلبها الوزارة ليست مشجعة للتسجيل: «كان من الأولى أن تطلب الوزارة المؤهلات الموجودة حتى يتسنى لها التنسيق من أجل التوظيف والبحث عن وظيفة قبل منح الإعانة»، مشيراً إلى أن بيانات الوزارة لم تحدد مدة زمنية لانتهاء التسجيل، وأكد أنه لم تصله أي رسالة تدل على أن طلبه سُجِّل في البرنامج بحسب ما أكدته الوزارة في إعلانها عن تدشين «حافز». إلى ذلك، أوضح عضو مجلس الشورى سالم المري أن مكاتب العمل في السعودية غير مستعدة لإطلاق برنامج «حافز»، مؤكداً أنها جزء من مشكلة البطالة الموجودة في المملكة. واعتبر المري في تصريح إلى «الحياة» أن أحد أسباب مشكلة البطالة وزارة العمل ومكاتبها، مشيراً إلى أنها لا تملك القدرة ولا الكوادر لحل هذه الإشكالية، «وكان من المتوقع أن تحدث بعض المشكلات خلال إطلاق البرنامج». يذكر أن وزارة العمل طلبت من المتقدمين إلى مشروع إعانة العاطلين التعهد بأن تكون البيانات صحيحة ودقيقة، مشيرة إلى أنها ستلغي أي طلب مخالف حتى بعد إصدار القرار النهائي. وجاء نص التعهد الذي طلبته الوزارة على المتقدمين كافة للإعانة على النحو الآتي: «أتعهد وأقر بأن جميع البيانات المدخلة في استمارة التسجيل صحيحة ودقيقة، وفي حال اتضح خلاف ذلك فسوف يتم إلغاء عملية التسجيل حتى لو لم يتم اكتشاف ذلك إلا عند أو بعد إصدار القرار النهائي، كما أوافق على التحقق من البيانات الخاصة بي والحصول على أي بيانات أخرى يرى صندوق الموارد البشرية ضرورة الحصول عليها من الجهات المختصة». وشهد موقع وزارة العمل الرسمي على شبكة الإنترنت www.mol.gov.sa تعثراً في أوقات متفرقة يوم أمس، وكتبت على صفحته عبارة «الموقع تحت الصيانة حالياً الرجاء تكرار الزيارة في وقت لاحق»، بينما كان موقع برنامج «حافز» www.hafiz.gov.sa احتوى طلبين رئيسيين لكل متقدم باحث عن إعانة هما رقم الهوية الوطنية ورقم الهاتف المحمول. وكانت «الحياة» حاولت أكثر من مرة الاتصال بالمتحدث الرسمي باسم وزارة العمل حطاب العنزي، إلا أنها لم تحصل على أي رد.