أظهرت دراسة حديثة أن ثلاثة في المئة فقط من السعوديين المشاركين راضون جداً عن رواتبهم، و50 في المئة راضون إلى حد ما، و47 في المئة راضون بشكل محدود، في حين وصلت النسبة إلى الذروة في بقية دول الخليج والشرق الأوسط، إلى 5 في المئة من الراضين جداً عن رواتبهم في الكويت، في مقابل أدنى نسبة سجلها الأردن ولبنان بنحو 2 في المئة فقط من العاملين الراضين بشكل كبير عن رواتبهم بين بقية الدول. وأوضحت الدراسة التي أجراها موقع «بيت كوم» للتوظيف، أنه بالنسبة إلى بقية أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تفاوت معدل الرواتب الشهرية بشكل هائل من دولة إلى أخرى، ولكن قطر حافظت على عدد كبير من أصحاب الرواتب العالية، وذلك بوجود 10 في المئة ممن يحصلون على رواتب شهرية تبلغ أكثر من ثمانية آلاف دولار، وفي بقية دول الخليج يحصل 9 في المئة من العاملين في البحرين على أكثر من ثمانية آلاف دولار شهرياً، وهي نسبة بلغت 6 في المئة في عُمان، و5 في المئة في الكويت، و3 في المئة في السعودية. وكان المقيمون في بلدان شمال أفريقيا في كل من الجزائر ومصر والمغرب هم من يحصلون على أدنى الأجور في المنطقة، مع ارتفاع العدد الإجمالي من المهنيين في كل من هذه البلدان ممن يحصلون على أدنى مستوى من الرواتب. وعندما طُرح السؤال على المشاركين عن شعورهم تجاه المناخ الاقتصادي الحالي في ما يتعلق بسوق العمل، قال 24 في المئة، إنهم يشعرون بالتفاؤل حيال نمو اقتصادي قوي في بلد إقامتهم، وإن المزيد من فرص العمل ستكون متوافرة في غضون عام من الآن، مع شعور 17 في المئة فقط بالتشاؤم حيال المستقبل. وكانت تونس وقطر هما الدولتان الأكثر تفاؤلاً حيال المستقبل، مع إعلان 38 في المئة و31 في المئة على التوالي عن تفاؤلهم، بينما كان الأردن ولبنان أقل الدول تفاؤلاً ب15 في المئة و18 في المئة على الترتيب، وفي السعودية قال 24 في المئة إنهم متفائلون جداً. وخلال العام الحالي فإن 56 في المئة من المقيمين في الجزائر يكسبون ما يقل عن 500 دولار شهرياً، مقارنة بنحو 50 في المئة في العام الماضي، أما في مصر فإن 53 في المئة من المهنيين يحصلون على ما يصل إلى 500 دولار شهرياً، في مقابل 45 في المئة من المهنيين في المغرب، في الوقت الذي يحصل فيه واحد في المئة فقط في المغرب على أكثر من 8 آلاف دولار شهرياً، مثلما هي الحال في مصر؟ وقال نائب رئيس المبيعات في شركة «بيت كوم» عامر زريقات، إن هناك طلباً هائلاً على الأرقام الدقيقة لمستويات الرواتب في منطقة الشرق الأوسط في مختلف مجالات العمل والأدوار الوظيفية والمستويات المهنية، مشيراً إلى أن مصر كانت البلد الذي شهد أكبر تفاوت بين ارتفاع تكاليف المعيشة مقارنة بالزيادة في الرواتب، إذ شعر المشاركون بأن كلفة المعيشة ارتفعت بنسبة 30 في المئة، في الوقت الذي ازدادت فيه الرواتب بنسبة 9.4 في المئة فقط. وتناولت دراسة الرواتب لهذا العام مستوى رضا المشاركين عن زيادة الأجور التي حصلوا عليها، وتبيّن أن غالبية المشاركين في المنطقة (38 في المئة) لم يتلقوا زيادة في الرواتب، وفي السعودية قال 3 في المئة فقط من المهنيين إنهم سعداء جداً بالزيادة التي حصلوا عليها، فيما قال 9 في المئة إنهم غير سعداء البتة، واعتبر 13 في المئة أنفسهم غير سعداء، واتفق 4 في المئة فقط على أن زيادة الراتب التي حصلوا عليها كانت عادلة إذا ما أخذنا الظروف الاقتصادية في الاعتبار. وعلى رغم عدم السعادة المنتشرة بشأن زيادة الرواتب، إلا أن المشاركين في المنطقة لا يزالون يؤمنون بأنهم أفضل من غيرهم في ما يتعلق بنوعية الحياة التي يعيشونها في بلد الإقامة مقارنة بنظرائهم، وفي السعودية قال 38 في المئة من المهنيين إنهم أفضل من الآخرين، فيما أوضح 38 في المئة أنهم في وضع متوسّط، وقال 19 في المئة إنهم في وضع أسوأ من الآخرين. وأظهرت الدراسة أن 75 في المئة من المقيمين في منطقة الشرق الأوسط يشعرون بأنهم تأثروا شخصياً بالأزمة المالية العالمية، ففي السعودية بلغت هذه النسبة 74 في المئة، مع وجود 26 في المئة فقط ممن قالوا إنهم لم يتأثروا بتلك الأزمة. وكان الأردن أكثر الدول تأثراً ضمن الدول التي شملتها الدراسة بنسبة 85 في المئة، فيما كانت عمان والمغرب أقل الدول تأثراً ب62 في المئة و63 في المئة على التوالي ممن قالوا إنهم تأثروا بهذه الأزمة.