طرابلس، بنغازي، البريقة - أ ف ب، رويترز - واصلت قوات النظام الليبي أمس التقدم نحو معقل الثورة في شرق ليبيا، بعدما استعادت مدناً جديدة مستخدمة المدفعية والطيران. وامتد خط الجبهة باتجاه بنغازي، فيما أعلن الجيش الليبي أن القوات الموالية للعقيد معمر القذافي تتقدم باتجاه الشرق بهدف «تطهير» بقية المناطق. وقال الناطق باسم الجيش العقيد ميلاد حسين في مؤتمر صحافي إن «المجموعات الإرهابية» تهرب جراء الضربات. وأضاف: «حررنا الزاوية والعقيلة وراس لانوف والبريقة، والجيش يتقدم لتطهير بقية المناطق». ووعد ب «أنباء جديدة». وبعد العقيلة على الطريق الساحلية، أصبحت قرية البشر شرقاً تحت سيطرة الموالين للقذافي الذين كانوا يقصفون البريقة التي تبعد نحو 240 كلم من بنغازي مقر «المجلس الوطني الانتقالي» الذي يضم المعارضة. وانسحب عدد كبير من الثوار بآلياتهم أمس من البريقة، باتجاه أجدابيا التي تبعد من المدينة 80 كيلومتراً إلى الشرق، في سيارات مكشوفة تحمل بطاريات مضادة للطيران. وسادت الفوضى عملية الانسحاب التي شملت سيارات تنقل مدنيين في الطريق الى اجدابيا. وهرعت مئات السيارات المكشوفة المحملة بالأسلحة والشاحنات بسرعة فائقة لمغادرة المكان. وتوقف معظم الآليات على الطريق ولم تدخل اجدابيا التي تمركزت دبابة للثوار عند مدخلها وجرافة تمهد الأرض لإعداد مواقع دفاعية وأكياس من الرمل. وأعلن التلفزيون الليبي بعد ذلك أن قوات القذافي قامت ب «تطهير» البريقة. وقال نقلاً عن مصدر عسكري لم يسمه أنه «تم تطهير مدينة البريقة من العصابات المسلحة». وأضاف: «تعتبر البريقة الآن منطقة آمنة وعلى جميع المواطنين العودة إلى اعمالهم وحياتهم الطبيعية». ولم تقصف القوات الليبية في البداية الثوار الذين كانوا يطلقون النار خلال انسحابهم. لكن وتيرة الانسحاب تسارعت بعد ذلك إثر قصف جوي عنيف شنته قوات القذافي على مواقعهم عند المدخل الغربي للمدينة. وكان الثوار فروا السبت من العقيلة التي سقطت بأيدي الموالين للقذافي، وانتقلوا إلى البريقة. وأوضح الثوار أن «خط المواجهة أصبح وراء قرية البشر» باتجاه الشرق بينما أكد أحدهم أن قصف قرية البشر أدى مساء السبت إلى جرح شخصين أحدهما طفل. وسمع إطلاق نار من أسلحة أوتوماتيكية أمس في محيط مدينة مصراتة (150 كلم شرق طرابلس) التي يسيطر عليها الثوار. وقال شاهد: «سمعنا مساء السبت وصباح الأحد إطلاق نار من أسلحة رشاشة في محيط المدينة. لكن الوضع هادئ في وسط المدينة. ولا نعرف بالضبط ما يحصل». وأضاف شاهد آخر: «بعد الزاوية (40 كلم غرب طرابلس) كنا نتوقع أن يهاجم مرتزقة القذافي مصراتة لكن لم يحصل شيء حتى الآن». وتعرضت مصراتة الأسبوع الماضي لهجمات عدة من قبل قوات القذافي لاستعادتها. وأفادت مصادر طبية أن 21 شخصاً على الأقل بينهم طفل قتلوا وأصيب العشرات في مواجهات وأعمال قصف في المدينة. ومذذاك تحاصر قوات النظام مصراتة من دون وقوع مواجهات مع الثوار. وفي بنغازي قطعت اتصالات الهواتف النقالة أمس. ولم تكن الاتصالات في شركتي «ليبيانا» و «المدار» تعمل، كما لم يعرف إلى متى سيستمر هذا القطع. وأعلنت ليبيا أمس أن موانئها النفطية «باتت آمنة» ودعت شركات النفط إلى إرسال ناقلاتها لاستئناف شحن النفط. وقالت «المؤسسه الوطنية للنفط» إن «الموانئ النفطية الليبية أصبحت آمنة بعد انتهاء الأعمال التخريبية التي لحقت بها وعادت إلى العمل تدريجياً». وطلبت من «جميع العاملين الالتحاق بمقار عملهم في جميع المواقع النفطية، كما نهيب بجميع الشركات إرسال ناقلاتها وسفنها النفطية للدخول لهذه الموانئ ومباشرة نشاط الشحن والتفريغ». من جهة أخرى، أرسلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساعدات إنسانية إلى مدينة بنغازي عبر خليج العقبة الأردني. وقال نائب رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة أكرم مدادحة إن «اللجنة الدولية للصليب الاحمر في عمان أرسلت السبت عبر بواخر شركة الجسر العربي للملاحة سبع شاحنات محملة بالأغذية والأدوية إلى مدينة بنغازي الليبية ضمن حملة تعزيز الإمدادات الإنسانية للشعب الليبي الشقيق»، مشيراً إلى أن «السلطات سهلت إجراءات الشحن لتأمين وصولها إلى الاشقاء الليبيين بالسرعة المناسبة».