شهدت محافظات النعيرية والخفجي وقرية العليا، فصول السنة الأربعة؛ لكن خلال ساعة واحدة، إذ هبّت موجة غبار كثيفة، انعدمت إثرها الرؤية الأفقية لأقل من مئتي متر، وسرعان ما تحولت السماء إلى غائمة ممطرة برذاذ خفيف، لتخلو الأجواء من الغبار، وإن رافقتها برودة، وأعقبها ارتفاع في درجات الحرارة، وعودة مرة أخرى لموجة غبار اتسمت باللون البرتقالي، وانعدمت فيها الرؤية كسابقتها. وحدثت هذه الأجواء خلال ساعة أو أقل. فيما حذرت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، من «تكّون سحب رعدية ممطرة على منطقة القصيم والأجزاء الشمالية لمنطقتي الرياض والشرقية، مصحوبة بنشاط في الرياح السطحية، وتدنياً لمدى الرؤية». كما توقعت في تنبيهها «نشاطاً في الرياح المثيرة للأتربة على مناطق تبوك، والجوف، والحدود الشمالية». وتزامن تقلب الاجواء، مع تدفق مرضى الربو والمصابين بالحساسية على أقسام الطوارئ في مستشفيات محافظات النعيرية وقرية العليا. واستنفرت الطواقم الطبية والتمريضية، لاستقبال المرضى، وبخاصة في مثل هذه الأجواء التي يطلق عليها «السرايات». وذكرت مصادر طبية ل «الحياة»، أنه تم «تنويم بعض مرضى الربو قيد الملاحظة في مستشفيي النعيرية وقرية العليا، ل24 ساعة، للاطمئنان على صحتهم، ونصحهم بعدم الخروج في مثل هذه الأجواء، ولبس اللثام (غطاء للفم والأنف)، لتجنب الغبار». وذكر سيف العازمي (من محافظة النعيرية)، أنه يعاني من مرض الربو منذ طفولته، وتزداد حدته في مثل هذه الأجواء. وقال: «أنا من محبي الخروج إلى البر؛ لكن في هذه الأجواء أكون حبيس المنزل، بسبب هذا المرض الذي لازمني منذ الصغر، والذي يجعلني أتردد على المستشفى في اليوم أكثر من ثلاث مرات، أثناء تقلبات الأجواء وعدم استقرارها، وبخاصة في أواخر فصل الربيع (السرايات)، وفي فصل الصيف، وذلك لكون موقع محافظة النعيرية مفتوحاً على الصحراء. ولا يوجد قربها بحر يقلل من كثافة الغبار الذي يهب على المحافظة في مثل هذه الأيام».