شاركت أمانة محافظة الأحساء في الاجتماع السنوي الأول للمدن الأعضاء في شبكة «المدن المبدعة» التابعة لمنظمة «يونيسكو» العالمية في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية، وذلك في مدينة بادوكا بولاية كنتاكي الأميركية، بعد نيلها عضوية الانضمام للشبكة العالمية في المجال الإبداعي بمبادرة من أمانة الأحساء. وتناول الاجتماع الذي عقد خلال الفترة من 23 إلى 27 أيلول (سبتمبر) 2017، عدداً من المحاور التطويرية حول المدن المبدعة والفرص السياحية، التي تناولها عدد من المختصين والمهتمين في مجال التطوير والتنمية، إذ استعرضت عدد من المدن المبدعة تجاربها في ترسيخ مفهوم السياحة الثقافية واستدامة المحافظة على الإبداع، فيما قدمت «الأحساء المبدعة» ورقة عمل بعنوان: «تقديم الأحساء كمشهد ثقافي متجدد»، قدمها ممثل الوفد أمين الأحساء المهندس عادل الملحم. وذكر الملحم أن العمق التاريخي المتراكم لتراث الأحساء وتنامي الثقافة وترابطها عبر العصور والحضارات الإنسانية الممتدة لأكثر من 6 آلاف سنة قبل الميلاد وحكومات دول قديمة حكمت المنطقة قبل قرون خلت من قبائل الكنعانيين والكلدانيين ثم حكمها قبائل العرب، شكل عناصر الجذب سياحي وتزايد قوة مقومات النجاح على مستوى محلي وإقليمي، فهي واحة التمور والأكبر عالمياً، كما أنها تقع على أكبر حقل نفط في العالم، مع تنوعها البيئي والاجتماعي والثقافي، إذ جمعت بين الزراعة والصحراء والبحر والجبل، وهو ما أنتج موروثاً ثقافياً متراكماً غنياً بإمكانات إبداعية رائعة، خصوصاً في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية، لاحتوائها على عناصر سياحية، كما ساعد موقع الأحساء الاستراتيجي بمجاورتها لضفاف الخليج العربي في نمو الحركة السياحية فيها، والتأثير الإيجابي في الحراك الاقتصادي والاجتماعي والثقافي مشكلة البعد الحضاري للمنطقة. بدوره، أكد منسق الأحساء المبدعة في اليونسكو المهندس أحمد المطر أن الأحساء تزخر بعدد من المواقع التراثية التي تم تأهيلها وترميمها للعمل على استدامة المحافظة على التراث، إضافة إلى عدد من المواقع الطبيعية والسياحية التي جعلت من الأحساء أحد الوجهات السياحية الرئيسة في المملكة. إلى ذلك، أكدت عمدة مدينة بادوكا الأميركية براندي هارلس أن الأحساء تمتلك ثراء كبيراً من المبادرات والأنشطة العالمية، ومن ذلك دخولها موسوعة غنيس مرتين «أطول نافورة تفاعلية في العالم، وأكبر جرة في العالم»، وقالت هارلس: «إن دور الأحساء حقق إضافة جديدة في التراث العالمي، إلى جانب دورها البارز في شبكة الأعضاء للمدن المبدعة في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية، التي تضفي الشي الكبير على بقية المدن نظير امتلاكها لكنز تراثي طويل استطاعت أن تنقله من جيل لآخر، بدليل وجود الحرف اليدوية والفنون الشعبية التي يرجع تاريخها لمئات السنين».