وصل الروبوت «آر 2» R2، اختصاراً لاسم «روبونوت 2» Robonaut 2، إلى «محطة الفضاء الدولية» International Space Station أخيراً. وصنع بجهود مشتركة، انطلقت في العام 2007، بين شركة «جنرال موتورز» و»مركز جونسون للفضاء» في «وكالة الفضاء والطيران الأميركية» («ناسا»). ومثل سابقه «روبونوت 1»، ينتمي «آر 2» إلى فئة الروبوت المماثل للإنسان. وقد صنع «آر 1» بفضل جهود مشتركة «مركز البحوث الدفاعية المتقدمة» («درابا» DRAPA) التابع للبنتاغون، و»مركز جونسون للفضاء». والمعلوم أن مركز «درابا» هو الذي ابتكر الشبكة الإلكترونية العنكبوتية. ويمكن القول بإن الروبوت الفضائي الأول صُنع بجهود من مؤسسات الدولة الأميركية، ورأى الجيل الثاني من «روبونوت» النور بجهود مشتركة بين الدولة الأميركية والقطاع الخاص. ويستطيع الروبوت تحريك يده بسرعة مترين في الثانية. وتقدر يده على حمل قرابة 20 كيلوغراماً، مع ملاحظة أن كل أصبع في يديه تقدر على حمل 2 كيلوغرام تقريباً. ويشير الاسم «روبونوت» (ترجمته «الروبوت - رائد الفضاء») إلى تخصصه في مهمات الفضاء. وقد سار «آر 2» قرابة 660 كيلومتراً على الأرض، في سياق الاستعداد لإنجاز مهماته فضائياً. وخاض «آر 2» مغامرة الفضاء في الخريف الفائت عندما سافر على متن المكوك «ديسكوفري». وقد أُطلق في شباط (فبراير) الفائت، متّجهاً صوب «محطة الفضاء الدولية» التي وصلها أخيراً. ويتميّز «آر 2» بالمرونة والمطواعية، والقدرة على محاكاة معظم حركات الأطراف العليا في الإنسان، ما يؤهله لتولي مهمات إصلاح أي أضرار ميكانيكية ربما تطرأ في «المحطة الدولية». وأثناء مكوثه في هذه المحطة، يتوقع أن يخضع «آر 2» لتجارب متنوّعة، ولعمليات تطوير مختلفة، قبل وصوله إلى المستوى المطلوب لأداء مهماته مع رواد الفضاء. في الوقت عينه، يواصل روبوت مماثل ل «آر 2»، بمعنى أنه ينتمي إلى الجيل نفسه، الانخراط في عمليات تطوير متواصلة بهدف تحسين أنظمته المتصلة بالحسّ والحركة، على يد مجموعة من مهندسي «مركز جونسون الفضائي». وتتضمن هذه العمليات الحركة في أوضاع مشابهة لواقع الفضاء الخارجي وانعدام الجاذبية الأرضية فيه، كما يعمل المهندسون على تزويده بأدوات ذكية متقدّمة وبرمجيات إلكترونية متطوّرة. وتعتبر القدرة على المشي بقامة منتصبة في الفضاء، من أهم القدرات التي يفترض بروبوت الفضاء «آر 2» أن يتقنها. ومن المنتظر أن يبقى «روبونوت 2» مدّة طويلة في «محطة الفضاء الدولية»، لكن وكالة «ناسا» لم تحدّد بعد هذه المدّة.