أجرى نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن أمس، محادثات مع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف تركزت على ملف التعاون في مجال الدفاع الصاروخي، وأعرب الضيف الأميركي عن اهتمام واشنطن بتقريب وجهات النظر في هذه المسألة. وجرى اللقاء في وقت متأخر من مساء أمس، لكن بايدن كان مهد له بتحديد أبرز العناصر التي يرغب في التركيز عليها، وقال إن الاهتمام منصب «بالدرجة الأولى على ملف التعاون في إنشاء منظومة الدرع الصاروخية»، مشيراً إلى أن واشنطنوموسكو «تحاولان بكل جهدهما ومن خلال مجلس «روسيا - الأطلسي» وضع خطة عمل للتعاون في هذا المجال». وزاد أن الاتفاق حول منظومة الدرع الصاروخية سيكون خير سبيل « لتأكيد الثقة والاستقرار الاستراتيجي بين بلدينا». وأشار إلى انه واثق من «أننا سنتمكن من استخدام إمكانياتنا الدفاعية الفريدة التي تكمل بعضها البعض للدفاع الأفضل عن مواطنينا وشركائنا وحلفائنا». ومعلوم أن توجه واشنطن لنشر «درع» صاروخية في أوروبا أثار قلق الروس، وفشل الجانبان في السابق في تقريب وجهات النظر حيال هذا الملف، إذ أصرت روسيا على ضرورة إنشاء نظام دفاعي متكامل يكون لها فيه دور أساسي كشريك كامل، في حين تمسكت واشنطن ومعها بلدان حلف شمال الأطلسي على مبادرة للتعاون تمنح الروس دوراً مكملاً فقط في الخطة. وكانت روسيا والولايات المتحدة أعربا عن أملهما بأن تحقق زيارة بايدن إلى موسكو نقلة إيجابية في مجال تقريب وجهات النظر، ولم يستبعد خبراء روس أن يتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق أولي مرض للجانبين، على أن يوقع في وقت لاحق من العام الجاري. وأوضح بايدن أن البيت الأبيض مرتاح لمستوى «العلاقات الجيدة بين الرئيسين باراك اوباما وديمتري مدفيديف» ولكنه في الوقت ذاته، أعرب عن قناعته بعدم وجود ضرورة لإجراء قمة بين الرئيسين بشكل دوري سنوياً. وأوضح نائب الرئيس الأميركي: «اعتقد انه ليست هناك حاجة في الوقت الراهن إلى تحويل « لقاءات القمة « إلى مؤسسات دائمة فإن ذلك سيكون شبيهاً بفترة الحرب الباردة». إلى ذلك، تسارعت بوادر انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية بعد تصريحات «مطمئنة» لبايدن حول هذا الملف، ومعلوم أن الموقف الأميركي المعارض أجل انضمام الروس إلى المنظمة منذ سنوات. وأعلنت جورجيا امس، عن معارضتها دخول روسيا إلى منظمة التجارة العالمية على حساب مصالحها الخاصة. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن نائب رئيس مجلس النواب الجورجي جورجي تسيريتيلي قوله إن جورجيا لن تسمح لروسيا بالانضمام إلى المنظمة على حساب مصالحها الخاصة. وقال تسيريتيلي خلال جلسة برلمانية: «لن يتخذ أي قرار أو اتفاق على حساب سيادة جورجيا ومبادئها». يذكر أن روسيا هي الدولة الوحيدة ذات الاقتصاد الكبير التي ما زالت خارج المنظمة، ودعم الاتحاد الأوروبي مسعاها للدخول في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وتريد جورجيا إبقاء سيطرتها على نقاط الجمارك في جمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين والتي اعترفتا روسيا باستقلالهما بعد حرب مع الجانب الجورجي في العام 2008. على صعيد آخر، أجلت قوات وزارة الطوارئ والأجهزة الأمنية أمس، الطلاب والموظفين في جامعة موسكو الحكومية بعد ورود بلاغ عن زرع قنبلة داخل المبنى، ولم يتم العثور بعد عمليات تفتيش واسعة على متفجرات، لكن الحادث دفع إلى تشديد التدابير الأمنية في الجامعة التي ينتظر أن يلقي فيها بايدن اليوم خطاباً أمام الطلاب. كذلك وقع انفجار عند موقف باصات قرب اكاديمية جهاز الامن الفيديرالي (كي جي بي سابقا) في موسكو امس، لكنه لم يسفر عن سقوط ضحايا.