واشنطن - «نشرة واشنطن» - أطلقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مبادرة «القيادات النسائية في السنوات المئة المقبلة»، بالتزامن مع الإحتفال بالذكرى المئوية ل «يوم المرأة العالمي» أول من امس، هدفها توظيف التبادل الدولي لتعزيز دور النساء في مناصب قيادية حول العالم. وترعى المبادرة وزارة الخارجية الأميركية، التي تتوخى دعوة 100 قيادية من 92 بلداً إلى الولاياتالمتحدة في العام الجاري لدراسة محاور، مثل القيادات السياسية والاقتصادية والأهلية للنساء. وتتمحور المبادرة حول رؤية كلينتون ل «القوة الذكية»، التي تجمع بين استخدام طائفة كاملة من الأدوات الديبلوماسية لجمع الناس، وإشاعة تفاهم أكبر بين الشعوب والثقافات. والتقت كلينتون بالقيادات النسائية العالمية في وزارة الخارجية في السابع من الشهر الجاري، منوهة بالمشاركات وروحهن الرائدة الجريئة. وأضافت إن تمكين النساء «أداة حيوية لوضع حد للفقر والتخفيف من حدّة الجوع عالمياً». وأشارت إلى أن بلدها يواصل جعل الشأن النسائي «حجر زاوية لسياستها الخارجية، لأن دعمهن يعني الإستثمار في التقدم الاقتصادي العالمي والإستقرار السياسي وازدهاراً أوسع للجميع». وأوضحت كلينتون ان الذكرى المئوية ل «يوم المرأة العالمي» تعنيها شخصياً، وأضافت انها «في المؤتمر النسائي في بكين عام 1995، شعرت بالتواضع نتيجة للتجاوب الإيجابي مع رسالتها بأن حقوق الإنسان هي من حقوق النساء، وأن حقوق النساء هي من حقوق البشر، لكن بعد انقضاء 16 سنة، لا تزال النساء تتحملن أعباء الفقر والحرب والمرض والجوع». وتابعت: «حين يتعلّق الأمر باجتماعات مجالس الإدارة والاجتماعات الحكومية ومفاوضات السلام واللقاءات التي تتخذ فيها قرارات حاسمة، غالباً ما تكون النساء غائبات». وستجول المشاركات وهن أعضاء في حكومات ومجتمعات أهلية وأعمال تجارية وجامعات ووسائل إعلام من دول عدة، على 15 مدينة أميركية حتى 25 الجاري، حيث ستتاح لهن فرص مشاطرة رؤاهن مع نظيراتهن الأميركيات. وستلتقين ممثلين من «هيئة الأممالمتحدة لمساواة الجنسين وتمكين النساء» ومع ممثلين عن «مشروع البيت الأبيض»، وهو منظمة غير ربحية غير مرتبطة بحزب سياسي تعمل لتعزيز دور النساء في الأعمال والحياة السياسية والإعلام وقطاعات أخرى. ومبادرة كلينتون هي جزء من «برنامج الزوار القياديين الدولي» التابع ل «مكتب الشؤون الثقافية والتربوية» في وزارة الخارجية الأميركية الذي يستقدم سنوياً آلاف المشاركين من أنحاء العالم إلى الولاياتالمتحدة للقاء نظراء لهم من المهنيين. ويربط «البرنامج» قياديين أجانب، حاليين وناشئين، مع نظرائهم الأميركيين بواسطة برامج قصيرة الأمد لتنمية تفاهم مشترك حول مسائل السياسة الخارجية. وشارك في هذا البرنامج، الذي يحتفي هذا العام بذكراه السنوية السبعين، لغاية الآن 200 ألف شخصية مرموقة، منها 320 رئيس دولة وحكومة حالي أو سابق، إضافة الى آلاف الوجوه القيادية والرموز من القطاعات الحكومية والخاصة العالمية. وعلى رغم أن النساء حققن تقدماً في نضالاتهن للمشاركة في المجتمع على قدم المساواة مع الرجال، ما زالت المساواة الحقيقية بعيدة. وتفيد «وكالة التنمية الدولية» التابعة للحكومة الأميركية بأن النساء يشكلن نسبة 64 في المة من الراشدين الذين يفتقرون للمهارات الأساسية للقراءة والكتابة، البالغ مجموعهم 774 مليوناً في العالم. وتضيف أن 529 ألف إمرأة يتوفين سنوياً من مضاعفات الحمل والإنجاب. وتقدر دراسات أخرى أن 20 إلى 50 في المئة من النساء في العالم يعانين من العنف على أيدي أحد شركائهن في وقت ما من حياتهن.