إسلام آباد - أ ف ب، يو بي آي - تسببت قنبلة في سلسلة انفجارات مدمرة في محطة للوقود بمدينة فيصل آباد وسط باكستان، ما أدى إلى سقوط 20 قتيلاً على الأقل وجرح 127 آخرين. وقال أفتاب شيما قائد الشرطة في فيصل آباد إن «الهجوم نفذ باستخدام سيارة مفخخة فجِرت قرب خزان للغاز المسال»، مبدياً خشيته من ارتفاع حصيلة القتلى لأن بعض الجرحى في حال الخطر، كما علق أناس كثيرون تحت الأنقاض. وأوضح شيما أن محطة الوقود تقع قرب مبانِ تشغلها إدارات حكومية ووكالات «حساسة»، في إشارة إلى أجهزة الاستخبارات القوية، علماً أن باكستان تشهد منذ اكثر من ثلاث سنوات موجة اعتداءات دامية تجاوز عددها 450 ينفذها عناصر حركة «طالبان» المتحالفة مع تنظيم «القاعدة»، وخلفت اكثر من 4 آلاف قتيل خلال ثلاثة أعوام ونصف العام. وكانت «طالبان» وجماعات متطرفة حليفة أعلنت صيف العام 2007، وبدعوة من زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن «الجهاد» ضد نظام إسلام آباد بسبب دعمه «الحرب على الإرهاب» التي تخوضها واشنطن منذ نهاية 2001. وتستهدف الاعتداءات غالباً قوات الأمن والجيش والشرطة وعملاء الاستخبارات، لكنها تصيب بشكل متزايد أهدافاً مدنية. وقتل الأسبوع الماضي 11 شخصاً أثناء أداء صلاة الجمعة في مسجد في نوشيرا (شمال غرب) غير بعيد عن مناطق القبائل المحاذية للحدود مع أفغانستان. إلى ذلك، اعلن مسؤولون أمنيون باكستانيون مقتل خمسة متمردين لدى إطلاق طائرة أميركية من دون طيار صاروخين على منزل في قرية لانديدوغ بإقليم وزيرستان. على صعيد آخر، قال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني إن بلاده تختلف مع الولاياتالمتحدة على المبادئ، ولن تتخذ أي خطوة تضر بمصالحها الوطنية. وأعلن في افتتاح مؤتمر دولي في باكستان أن حكومته اتخذت موقفاً صارماً من مسألة الموظف في القنصلية الأميركية رايموند ديفيس المتهم بقتل باكستانيين اثنين بالرصاص في لاهور نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي. وأضاف أن «إسلام آباد تختلف مع واشنطن على المبادئ، ولن تنفذ أي خطوة ضد مصالحها». وعن الغارات التي تشنها طائرات التجسس الأميركية على باكستان اكد أن القنوات الديبلوماسية كلها تستخدم لإقناع الولاياتالمتحدة بعدم شن هذه الغارات، وقال: «نعارض هجمات الطائرات من دون طيار، إذ لا نستطيع الدخول في حرب». إلى ذلك، اعتبر جيلاني أن زيادة التعاون الاقتصادي سيساعد الدول الإسلامية في خلق وظائف، واستخدام مواردها الطبيعية وقدراتها البشرية بشكل افضل، وتطوير البنى التحتية والقواعد الصناعية. وأمل بأن يحض المؤتمر الذي يحضره رجال دين من 14 دولة ويستمر 3 أيام صناع السياسة على التفكير بهذه الخطوط، واستخدام الخبرات والموارد للاستفادة المتبادلة من كل الدول الإسلامية.