لم يعد اليوم الوطني السعودي مجرد يوم عابر، يذكِّر التلفزيون الرسمي المواطنين بتفاصيله، ويقتصر على كلمات رسمية في نشرات الأخبار، إذ تجاوز مرحلة كونه مناسبة رسمية حكومية، ليتحول إلى يوم شعبي بامتياز يعبر فيه المواطنون عن مشاعرهم تجاه وطنهم بابتكارات خاصة، تتطور من عام لآخر، وليكون يوم الوطن موعداً سنوياً ينتظره الكثيرون تعبيراً عن الفرح والاعتزاز. وعلى رغم أن بلدان العالم تحتفل بأعياد استقلالها منفردة بفعاليات داخلية لا تعني البلدان الأخرى، إلا أن المملكة كان لها نصيب آخر يبرز مكانتها وتأثيرها في العالم، إذ شاركها في الاحتفال دول عربية وخليجية، ليكون اليوم الوطني السعودي يوماً عربياً بامتياز، وتصدر اللون الأخضر كامل برج القاهرة، لتتحول زهرة اللوتس التي أبدعها المهندس الشهير نعوم شبيب إلى أضخم علم سعودي يتوسط القاهرة، ولينشئ الشعب المصري وسماً مواكباً لهذه الخطوة الكبيرة، بات الأكثر تداولاً وانتشاراً حين عبر المصريون لأشقائهم السعوديين من خلاله في «تويتر» يقول «#لن_ترونا_إلا_معاً». بينما وكعادته في كل عام اكتسى أعلى برج في العالم، برج خليفة في مدينة دبي، ألوان العلم السعودي الذي تلألأ في سماء مدينة السياحة العربية الأولى، وتراقص سكان ووافدون لهذا المعلم العالمي الكبير على أشهر الأغاني الوطنية السعودية، بينما احتفل المغردون الإماراتيون بطريقتهم الخاصة، حين غردوا بحب السعودية، وتناقلوا صورتين، الأولى للشيخ محمد بن راشد، والأخرى للشيخ محمد بن زايد، وهما يقبلان رأس الملك سلمان، في صورتين تعبيريتين عن جو الأسرة الخليجية الواحدة، وأنهما يرون فيه صورة الأب والقائد. وترجمت الكويت العلاقة التاريخية منذ أن استقبلت الملك عبدالعزيز وودعته في رحلة توحيد وطنه وتأسيس دولته القوية، وصولاً إلى حرب الخليج والتضامن والتلاحم السعودي الكويتي، انتهاءً بالعلاقة الأخوية الراسخة، حيث تزينت أبراج الكويت الثلاثة بصور الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، والعلم السعودي، بينما ازدحمت أعلام السعودية في سوق المباركية أشهر أسواق الكويت، وأيضاً البنك المركزي الذي تحول إلى منصة احتفالات كبيرة. ووحدت البحرين شعار حافلاتها بوضع شعارات المناسبة، وتزينت جنبات جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين بالأعلام ولافتات المباركة بهذه المناسبة، فيما غرد بحرينيون «السعودية والبحرين روحان في جسد واحد»، من جهة أخرى حولت شركات الاتصالات شعار استقبالها في أجهزة الهواتف لتتماشى مع المناسبة، واختارت الاتصالات السعودية عبارة «أحب السعودية»، بينما اختارت شركة موبايلي شعار «السعودية للأبد»، ووضعت شركة زين عبارة «فخور لأنني سعودي»، وألغت شركات الاتصالات شعارها وللمرة الأولى في تاريخها ليحل محله عبارات الاحتفال باليوم الوطني. وأصبح اليوم الوطني مناسبة للتأكيد على المواطنة وحب الوطن، إذ تبدأ عروض الحسومات من المحال التجارية والمطاعم والشركات وتربطها بأفراح الوطن، وحددت مطاعم أسعارها بمبلغ 87 ريالاً، والذي يرمز لرقم الذكرى السنوية، فيما عمد خياط ثياب لتحديد سعر الثوب بمبلغ 87 في اليوم الوطني، بينما غير آخرون سياسة خياطتهم للثياب الرسمية بإدخال اللون الأخضر عليها لتناسب احتفالية اليوم الوطني. وشجع فنانون وفنانات الجمهور بابتكار مكياج وأزياء خاصة بهذه المناسبة، فيما تتحول الشوارع والمجمعات التجارية إلى كرنفالات صاخبة تتغنى بحب الوطن.