صعّد وزراء في حزب "ليكود" الحاكم في إسرائيل الذي يتزعمه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو حملتهم ضد الأخير على خلفية نيته الإعلان عن خطة سياسية جديدة للسلام مع الفلسطينيين، قيل إنها تعتمد إقامة دولة فلسطينية في حدود موقتة على نحو نصف أراضي الضفة الغربية. ويرفض الوزراء المعارضون تسليم مناطق فلسطينية محتلة للسلطة الفلسطينية في إطار خطة نتانياهو، أو أي تجميد للبناء في المستوطنات علماً أن خطة نتانياهو تستثني أي تجميد كهذا في المستوطنات الكبرى في الضفة الغربية أو القدسالشرقية المحتلتين وتقتصره على مستوطنات معزولة في قلب الضفة الغربية. ويقود المعارضة نائبا نتانياهو موشي يعلون وسيلفان شالوم. ويرى الأول أن الفلسطينيين "ردوا في كل مرة سلمناهم أراضي بالإرهاب" مضيفاً أنه يرفض الانسحاب من أي منطقة محتلة قبل أن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل دولة يهودية وقبل أن يتجاوبوا مع احتياجات إسرائيل الأمنية والقبول بمبدأ أن اتفاق سلام يعني انتهاء الصراع. من جهته ينتقد شالوم رئيس حكومته على أنه يبلور خطة "وراء ظهر وزرائه" مضيفاً أنه لا يجب أن تقوم إسرائيل بأية خطوة تحت ضغط دولي، "وبعد الانقلابات في العالم العربي ينبغي علينا أن نحرص على أن يكون أي اتفاق في المستقبل مبنياً أولاً على الأمن". وتابع أن إعلان نتانياهو في حينه عن تجميد الاستيطان في خطوة أحادية الجانب أضرت بإسرائيل، "ولا يجوز لنا أن نتخلى عن أمور نفيسة قبل أن نبدأ المفاوضات". وكان شالوم ويعالون بين الموقعين على عريضة وجهها ثمانية من وزراء "ليكود" إلى نتانياهو دعوه فيها إلى صد الضغوط الدولية ومواصلة البناء في المستوطنات في الأراضي المحتلة. وقال الوزراء الثمانية في إعلان نشروه في الصحف الإسرائيلية: "سيدي رئيس الحكومة، لا تشعر أنك في عزلة. قادة ليكود يدعمونك: ابنِ بيبي، ابنِ... ليكود قرر: لن نبني أقل مما بناه (رؤساء الحكومة السابقون) اولمرت وشارون وباراك". ووسط تسريبات من مكتب رئيس الحكومة أنه يعتزم تقديم موعد الإعلان عن مبادرته السياسية المقررة في شهر ايار المقبل وذلك حيال التدهور المتواصل لموقف اسرائيل الدولي، ترتفع الأصوات المنتقدة لنتانياهو على نيته طرح المبادرة أمام مجلسي الشيوخ والكونغرس الأميركيين وليس في الكنيست الإسرائيلي. وناشد المنتقدون رئيس الحكومة بالتوجه إلى الشعب في إسرائيل مباشرةً لأنه هو الذي سيحسم موقفه من المبادرة وليس الشعب الأميركي.ووفقاً للإذاعة العامة فإن تزايد عزلة اسرائيل الدولية قد يحمل نتانياهو على تقديم موعد زيارته للولايات المتحدة للإعلان عن خطته.