نوه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل بالتفاف الشعب السعودي حول قيادته في مشروع لا مثيل له في عالم مضطرب بالأفكار والحروب والسياسات والنهج المتطرف، مؤكداً أن المملكة قامت منذ تأسيسها إلى اليوم على الاعتدال في أمورها كافة. وقال خلال تدشينه مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال بجامعة الملك عبدالعزيز أمس (الأربعاء)، وإعلان الفائزين بجائزة المركز، بحضور المستشار في الديوان الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل، ونائب أمير منطقة مكةالمكرمة عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز، ووزير التعليم الدكتور أحمد العيسى: «هنيئاً لنا بأن ننفرد بهذه الميزة بين الدول، وأن دستورنا إلهي، وهذا مصدر فخر لنا». وأضاف الفيصل: «أحضر هذه المناسبة السعيدة في حياتي وحياة هذه الدولة العظيمة التي بدأت منذ نشأتها بتبني الاعتدال في سياساتها وثقافتها وعملها ومعالجتها لجميع المشكلات الداخلية والخارجية، إذ لا ينكر أحد الجهود الكبيرة منذ عهد الملك المؤسس يرحمه الله وحتى عهد رجل الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كذلك الأسلوب الراقي في سياسات الدول ونهجها الذي لا يرتقي إليه إلا من حباهم الله بحسن الاختيار والأخلاق والقيم». مضيفاً: «نقف كلنا صفاً واحداً خلف قيادتنا، ونقول للعالم أجمع إننا نفخر بدستورنا ونفخر بهذا المجتمع وهذا الشعب، ونرفع رؤوسنا وأقول لكل مواطن ارفع رأسك أنت سعودي». إلى ذلك، أعلن الأمير خالد الفيصل أسماء الفائزين بجائزة الاعتدال في مختلف فروعها، إذ فاز في فرع الأفلام القصيرة مناصفة كل من فهد الحربي عن فيلم «الحقيقة»، وكلية الأعمال بجامعة جدة عن فيلم «ممر الهلاك»، وفي فرع الرسوم المتحركة فاز بالجائزة مناصفة كل من فريق بلاد الخيال عن فيلم «إرهاب التواصل الاجتماعي»، وفيصل بن محمد مدربا عن فيلم «القناع»، في حين فاز بالجائزة في فرع الترجمة معهد اللغة الانكليزية بجامعة الملك عبدالعزيز بمشاركة عنوانها: «ترجمة 50 مقالة في الاعتدال». وفازت المشاركة زكية اللحياني بجائزة المركز في فرع المبادرات الفردية التي جاءت بعنوان: «أنا وطني»، وفي فرع المبادرات المؤسسية فازت بالجائزة جمعية إطعام عن مبادرتها «إطعام»، وفي فرع الدراسات الإحصائية الكمية فاز بالجائزة مناصفة كل من الدراسة المقدمة من الباحثين الدكتور ناصر الساعدي والدكتورة هناء الضحوي، وكذلك الدراسة المقدمة من الباحث محمد المطيري، فيما حُجبت الجائزة في فرع الفنون الرقمية وفرع التصوير الفوتوغرافي. من جهة أخرى، دشّن أمير منطقة مكةالمكرمة المقر الجديد لمركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال بجامعة الملك عبدالعزيز، كما أطلق حزمة جديدة من البرامج والمبادرات النوعية التي بدأ التخطيط لها منذ وقت مبكر وستنفذ على أرض الواقع في المستقبل القريب. يذكر أن إنشاء مركز الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال، الذي كان قبل نحو خمسة أعوام كرسياً بجامعة الملك عبدالعزيز، جاء بعد أن ألقى حينها محاضرة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة تحدث فيها عن تأصيل منهج الاعتدال، ثمّ تم تحويله العام الماضي إلى مركز متخصص في نبذ التطرف بكل أشكاله وجرى استحداث جائزة للاعتدال تبلغ قيمتها مليون ريال. ويعد تعزيز الشراكة المجتمعية في فكر الاعتدال واحداً من أبرز الأهداف التي يسعى المركز لتحقيقها، وأثمرت جهود المركز بدعم لا محدود من الأمير خالد الفيصل وبتعاون بنّاء من جامعة الملك عبدالعزيز في إطلاق حزمة من المبادرات وتوقيع عدد من الشراكات مع بعض الجهات ذات العلاقة. 92 في المئة من الأسر ليس لديها وعي بمؤشرات التطرف أطلق مركز الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال، مبادرة «أسرة آمنة من التطرف» التي تركز على توعية أولياء الأمور وتثقيفهم بمؤشرات التطرف، وطرق الوقاية منه وحماية الأبناء من خطر البرامج الإلكترونية وغيرها من الوسائل المستخدمة في بث هذا الفكر الدخيل على مجتمعنا. وأشارت الدراسات الاستكشافية التي أجراها المركز مع 600 أسرة الى أن نسبة 92 في المئة من الأسر ليس لديها وعي بمؤشرات التطرف، و84 في المئة ليس لديها وعي بأساليب وقاية أبنائهم من التطرف، كما أبدى 91 في المئة من المشاركين في تلك الدراسات البحثية رغبتهم في المشاركة في مثل هذه البرامج التوعوية، لذلك حرص المركز على تبني هذه المبادرة وتم التفاهم بين المركز ووزارة التعليم ممثلة في الإدارة العامة للتعليم بجدة على أن يتم تنفيذ هذه المبادرة خلال هذا العام الدراسي كمرحلة أولى وتقوم التجربة ومن ثم تعمم على مستوى مناطق المملكة كمرحلة ثانية. من جهة أخرى، تم توقيع مذكرة تعاون بين مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال ومركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة في مجال نشر ثقافة الاعتدال والوسطية، ومحاربة التطرف والإرهاب في المجتمع، من خلال إجراء الأبحاث العلمية المشتركة والدراسات التطبيقية والميدانية لتأصيل منهج الاعتدال والوسطية ومكافحة التطرف والغلو بأشكاله، كذلك التعاون والمشاركة في مجال البرامج والأنشطة الثقافية والتوعوية المتنوعة التي ينظمها الطرفان في هذا المجال. ومن المشاريع الواعدة التي وافق الأمير خالد الفيصل على تنفيذها واعتمادها «دبلوم الاعتدال»، وهو مؤهل يتم منحه بعد دراسة عام كامل في جامعة الملك عبدالعزيز، ويجري حالياً إعداد مواده النظرية والعلمية ليتناسب مع التوجه الذي يعمل عليه المركز، وسيتم الإعلان عن كل تفاصيله قريباً والبدء بتنفيذه من العام المقبل، والذي سيكون متاحاً للمعلمين والمعلمات ورجال الأمن والأئمة وكل من له تعامل مع قطاعات الشباب بالذات، ثم لجميع أفراد المجتمع. وسيمنح المركز مقاعد دراسية لبعض الدول التي ترغب في ذلك، كما يؤمل القائمون على المركز أن يعمل هذا الدبلوم على تأهيل نماذج وطنية قادرة على الإسهام بشكل احترافي في مواجهة التطرف ونشر الاعتدال، والإسهام بشكل إيجابي في نشر هذا النوع من العلوم والمعارف في مجتمعنا.