أبدى عدد من مربي الماشية في الليث والطائف انزعاجهم من الارتفاع الكبير لأسعار الأعلاف، وبخاصة الشعير، مطالبين فرعي وزارتي الزراعة والتجارة في المنطقة بالتدخل لضبط الأسعار. وقال مربو ماشية في الليث إن سعر كيس الشعير كان يبلغ قبل شهر 20 ريالاً، والآن يباع ب 30 ريالاً، ما ألحق أضراراً مادية بالغة بمربي الماشية، وتوقعوا انعكاس ذلك على أسعار المواشي، خصوصاً أن الإقبال على اللحوم الحمراء يتضاعف في شهر رمضان المبارك. ويشتكي مربو الماشية من سيطرة هوامير تجارة الشعير على السوق وتلاعبهم بالأسعار، وقال إبراهيم عبدالله السيد (أحد مربي الماشية) إن التجار أوصلوا كيس الشعير إلى 30 ريالاً، مطالباً بتدخل فرع وزارة التجارة في مكة لوضع حد لهذا التلاعب. من ناحيته، أوضح علي بن محمد العباسي (مربي ماشية) أنهم تضرروا كثيراً «بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وبخاصة الشعير»، وتساءل عن دور وزارة التجارة ومدى مراقبتها لهؤلاء التجار الذين استغل بعضهم الحاجة إلى الشعير فرفعوا الأسعار. وأضاف العباسي أن غالبية المربين هم من الطبقة المتوسطة، ويعانون من ارتفاع أسعار الشعير، وهو ما يؤدي إلى تعرض الأغنام للأمراض في حال نقص الشعير، لافتاً إلى الارتفاعات الكبيرة في الأسعار قبل عامين التي دفعت سعر الكيس إلى 50 ريالاً، ما تسبب في نفوق آلاف الرؤوس من الماشية بسبب نقص الشعير. وبيّن أن هذا الارتفاع أضر بملاك المواشي، بسبب عدم القدرة على شراء الشعير ونفوق آلاف المواشي خلال تلك الفترة، إذ أبدت وزارة الزراعة عزمها الاستعاضة عن الشعير بأعلاف أخرى اعتبرت أرخص ثمناً، فيما لم يُجْدِ هذا التوجّه نفعاً. وفي محافظة الطائف يتبادل الموزعون والموردون في الطائف الاتهامات بشأن المسؤولية عن ارتفاع أسعار الشعير، وفي حين يحمّل الموزعون الموردين مسؤولية ارتفاع الأسعار، ينفي الموردون ذلك، ويقولون إنهم يجنون أرباحاً ضئيلة، ولا علاقة لهم بالارتفاع. ويقول ملاك مواشٍ إن فوضى الأسعار وغياب الرقيب ما زالا يسيطران على أسواق الأعلاف في المحافظة والمراكز والقرى التابعة، إذ استغل موزعو الشعير غياب الرقابة من فرع التجارة في الطائف وواصلوا رفع الأسعار على المستهلكين من أصحاب المواشي الذين غالبيتهم من الفقراء، حتى وصل سعر الكيس إلى 27 ريالاً، وسط موجة سخط عارمة من المستهلكين. وأضافوا أنهم لا يعرفون كيف يواجهون هذا الغلاء في أسعار الشعير، مشيرين إلى أنهم مجبرون على شرائه نظراً إلى قلة المراعي في الطائف وضواحيها، وطالبوا الجهات المعنية بالتدخل وإعادة الأسعار إلى سابق عهدها، كي يستطيعوا الاستمرار في تربية مواشيهم التي يعتمدون عليها بعد الله في قوتهم وقوت عيالهم.