تسبب سقوط هاتف خليوي في خزان إحدى محطات الوقود جنوب محافظة جدة في وفاة مقيم من الجنسية الصومالية اختناقاً داخله بعد أن فشلت محاولات بعض العاملين إنقاذه. وكانت عمليات الدفاع المدني في المحافظة الساحلية تلقت بلاغاً عن اختناق عامل داخل خزان الوقود الخاص بإحدى المحطات في حي الأجاويد (جنوبجدة)، وعلى الفور انتقلت فرقتا إنقاذ إلى موقع الحادثة، إحداها متخصصة بالتعامل مع المواد البترولية بدأتا فور وصولهما في انتشال المقيم من داخل الخزان، بيد أنه فارق الحياة نتيجة اختناقه برائحة البنزين واستنشاقه الغازات المنبعثة منه. وتعود تفاصيل الحادثة إلى سقوط جهاز هاتف خليوي خاص بأحد العاملين في محطة الوقود ما دعى المتوفى الذي يعمل في مغسلة السيارات التابعة للمحطة إلى المبادرة بتقديم خدماته لمالك الهاتف والنزول إلى الخزان لجلبه، غير مبالٍ بمدى خطر خطوته التي كانت نتيجتها حياته، إذ طلب الاستغاثة بانتشاله بعد نزوله بلحظات ما دعى العاملين في المحطة إلى محاولة إنزال حبل وتوجيهه بربطه حتى يتمكنوا من رفعه إلى الخارج إلا أن قواه انهارت ولم يعد قادراً على الحركة نتيجة الاختناق، وتم عاجلاً إبلاغ رجال الدفاع المدني الذين باشروا الحادثة وهرعوا لإنقاذه وإخراجه بعد أن فارق الحياة. وذكر شقيق المتوفى حسن إبراهيم محمد الذي حضر إلى موقع الحادثة ل «الحياة» أن شقيقه يدعى «حسين» (31 عاماً) متزوج ولديه طفلتان، مشيراً إلى أنه لم يشاهده منذ أسبوع أو أكثر، وفوجئ باتصال منه مساء أول من أمس (الجمعة) يطلب منه الحضور لمقر عمله في مغسلة السيارات الساعة ال10 من صباح أمس (الأحد) وكأنه كان يشعر أنه على موعد مع القدر، إذ تصادف طلبه لقاء شقيقه مع وقت الحادثة ليشاهده جثة هامدة فارقت الحياة. بدوره، حذّر مصدر أمني في الدفاع المدني من خطر خزانات الوقود التي تحوي غازات خطرة منبعثة تؤدي إلى الوفاة في حال استنشاقها، خلاف خطر الانفجار في حال حدوث أي احتكاك مفاجئ، معتبراً مغامرة المقيم المتوفى في النزول إلى خزان الوقود بالمخاطرة التي نتجت عنها وفاته.