أعلنت المعارضة اليمنية امس أن الحوار غير المباشر مع الرئيس علي عبدالله صالح عبر علماء الدين والمشايخ انتهى من دون نتيجة، واعتبرت أن لا خيار أمامها الآن سوى الشارع إلى حين سقوط النظام. وفي المقابل، سجل تطور أمني ميداني تمثل بثلاث هجمات دامية تحمل بصمات تنظيم «القاعدة» استهدفت القوات الأمنية في جنوب وشرق البلاد وأسفرت عن مقتل عقيدين وأربعة جنود، في وقت دعت واشنطن رعاياها إلى تجنب زيارة اليمن وناشدت المقيمين فيه منهم التفكير في مغادرته. وقال القيادي في المعارضة المنضوية في إطار «اللقاء المشترك» محمد الصبري لوكالة «فرانس برس» إن «مرحلة من الحوار غير المباشر عبر العلماء انتهت»، بعدما اكد علي صالح تمسكه بإنهاء ولايته الدستورية في أيلول (سبتمبر) 2013 ورفضه اقتراح المعارضة التنحي قبل نهاية العام الحالي. وصرح الصبري «ما اعلن عنه مصدر في الرئاسة يؤكد أن الرئيس اصبح ميتاً سياسياً وأن خيارنا الوحيد هو الشارع». وأضاف «وجهنا دعوة لكل الشعب لتوسيع دائرة الاعتصامات والتظاهرات وتصعيد النضال السلمي في الشارع في كل المناطق حتى لا يبقى أمامه (علي صالح) إلا خيار واحد، الرحيل». وكان الشيخ عبدالمجيد الزنداني، رئيس «هيئة علماء الدين» التي نقلت الاقتراحات المتبادلة بين الرئيس والمعارضة، استنكر امس قيام حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم وبعض وسائل الإعلام الرسمية ب «التلبيس» على الرأي العام والزعم بأنه تقدم بمبادرة لحل الأزمة الراهنة بين الطرفين. وقال الزنداني في بيان إن «الحقيقة هي أنه وأصحاب الفضيلة العلماء اتفقوا مع رئيس الجمهورية على سبع نقاط تقدم للأخوة في اللقاء المشترك كتصور لحل الأزمة الراهنة وأن الرئيس صالح أضاف إليها نقطة ثامنة تقضي بوقف التظاهرات والاعتصامات. وقد أوضحنا حينها للرئيس أن التظاهرات والاعتصامات حق دستوري للمواطنين ولا يمكن الموافقة على منع ذلك الحق، إلا أن رئيس الجمهورية أصر على أن تكتب هذه النقطة باعتبارها مطلباً خاصاً به. ثم قام العلماء وبالاشتراك مع وفد من مشايخ اليمن يرأسهم الشيخ صادق بن عبد الله بن حسين الأحمر بنقل ما ورد في هذه النقاط أعلاه إلى اللقاء المشترك وبعد أخذ ورد قاموا بتقديم رد يحتوي على خمس نقاط، نقلها أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ لرئيس الجمهورية». في غضون ذلك، أصيب اكثر من خمسين شخصاً بجروح بعضهم إصابته بالغة في صدامات عنيفة شهدتها محافظة إب (جنوب صنعاء) بين المعتصمين في احد ميادين الاحتجاجات والمطالبين بسقوط النظام وبين مجموعات من الموالين حاولوا اقتحام الميدان. وقالت مصادر متطابقة في إب أن المئات من الموالين للحزب الحاكم شرعوا في إطلاق النار باتجاه المعتصمين ورميهم بالحجارة وضربهم بالعصي، في حين قالت أوساط الحزب الحاكم إن أعضاء أحزاب «المشترك» هم الذين بدأوا الاعتداء. من جهة ثانية، قتل ثلاثة ضباط يمنيين ينتمون إلى جهاز الأمن السياسي (الاستخبارات) بالإضافة إلى أربعة جنود على الأقل، في هجمات متفرقة في محافظات مأرب وحضرموت وأبين، يرجح أن منفذيها ينتمون إلى تنظيم «القاعدة» في اليمن. ولقي ضابط في الأمن السياسي هوعبدالحميد الشرعبي مصرعه بنيران مسلحين مجهولين كانوا يستقلون دراجة نارية في مدينة (زنجبار) بمحافظة ابين (جنوب) أطلقوا عليه عيارات نارية عدة فأردوه ولاذوا بالفرار. وفي مديرية سيئون بمحافظة حضرموت (شرق) لقي ضابط آخر مصرعه بنيران مسلحين ملثمين يستقلون دراجة نارية. وقال شهود أن الضابط كان يستقل سيارته وسط المدينة. وقتل ضابط أمن و4 جنود وأصيب آخرون برصاص مسلحين مجهولين في محافظة مأرب (شمال شرقي صنعاء)، وقال مصدر في السلطة المحلية أن مسلحين أقدموا فجر امس على اعتراض دورية أمنية في منطقة صحن الجن، وأقدموا على قتل الجنود واستولوا على سيارة الدورية التي كان تنقل أغذية لجنود المعسكر الأمني في المنطقة ولاذوا بالفرار. وفي واشنطن، طلبت الحكومة الأميركية امس من رعاياها عدم التوجه إلى اليمن ودعت الموجودين هناك إلى مغادرته. وأوضحت وزارة الخارجية في مذكرة أنها «تحض الأميركيين على عدم التوجه إلى اليمن»، سامحة للموظفين غير الأساسيين في السفارة الأميركية بمغادرة هذا البلد. وأضافت المذكرة «على الرعايا الأميركيين الموجودين حالياً التفكير في مغادرة اليمن».