طهران، مينسك، لندن – أ ب، أ ف ب، رويترز – اعتبر مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي امس، ان احداث «تغيير حقيقي» في السياسة الاميركية، وليس الخطابات «المعسولة والجميلة»، ستزيل «الحقد العميق» الذي تكنه شعوب المنطقة تجاه الولاياتالمتحدة، فيما اشار وزير الخارجية منوشهر متقي الى ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي التقاه في باريس، «أقر بدور ايران ومكانتها في تسوية القضايا الاقليمية». وقال خامنئي الذي تزامن كلامه مع الخطاب الذي القاه الرئيس الاميركي باراك اوباما في القاهرة امس، ان «أمم المنطقة تكن حقداً عميقاً للولايات المتحدة، لأنها لمست منها العنف والتدخلات العسكرية والتمييز منذ سنوات». واضاف في خطاب لمناسبة الذكرى العشرين لوفاة مؤسس الجمهورية الاسلامية الإمام الخميني: «حتى اذا وجهوا (خطابات) معسولة وجميلة الى الأمة الاسلامية، فهذا لن يُحدث تغييراً. التغيير الذي تتحدث عنه الادارة الاميركية لا يأتي بالخطابات والشعارات، بل بتغيير جذري وحقيقي. لا يمكن ازالة هذا الحقد بالكلام والخطابات والشعارات». وزاد: «اذا كنتم (ايها المسلمون) ترون أن العالم الغربي يتحدث اليكم بقدر اكبر من الرقة، فإن هذا نتيجة للوعي الشعبي والمقاومة في العالم الإسلامي.» واتهم خامنئي الذي وصف اسرائيل بأنها «ورم سرطاني في قلب» العالم الاسلامي، الاميركيين ب»الكذب» حول البرنامج النووي الايراني. واوضح: «منذ سنوات، كررت أمتنا والمسؤولون فيها اننا لا نريد اسلحة نووية، هذا الامر يحظره الاسلام وسيسبب خطراً كبيراً ويثير مشاكل. حتى لو دفعوا لنا ثمنها، فاننا لا نريدها». «مبادرات» علي صعيد آخر، قال متقي انه بحث مع ساركوزي «العديد من القضايا الاقليمية والدولية». وأشاد متقي الذي اشار الى ان زيارته لباريس تمت بدعوة من «اصدقائنا الفرنسيين»، ب «الاحترام الذي أبداه الرئيس الفرنسي للتاريخ والشعب الايرانيين، وإقراره بدور ايران ومكانتها في تسوية القضايا الاقليمية. هذا الامر يمكن ان يكون اساساً لحل كثير من القضايا، مثل افغانستان، وان يكون دعماً لمبادرات تتخذها ايران وباكستان وافغانستان». واشار الى «وجود بعض الاختلاف في وجهات النظر بين ايران وفرنسا حيال بعض القضايا في الشرق الاوسط. وهذا أمر طبيعي في اطار العلاقات القائمة بين الجانبين». وتحدث مسؤولون فرنسيون عن تسليم متقي باريس رسالة من «أرفع السلطات الايرانية» تفيد بأن طهران تضع اللمسات الاخيرة على «اقتراحات مضادة» لعرض الحوار الذي تقدمت به الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا). وقال مصدر في قصر الاليزيه ان المحادثات الفرنسية-الايرانية «مفيدة جداً». واضاف ان ساركوزي اعتبر وصول اوباما الى البيت الابيض «تطوراًَ ايجابياً وفرصة اخيرة تقريباً للتفاوض ينبغي اغتنامها». ودعا ساركوزي الايرانيين الى «الاسراع لأن الوقت يكاد ينفد»، مطالباً بأن تكون الاقتراحات النووية الايرانية «حقيقية وايجابية». وأصدرت الرئاسة الفرنسية بياناً بعد اللقاء، اشارت فيه الى ان الرئيس الفرنسي حذر من ان «ايران تعرّض نفسها لعزلة دولية ما زالت متزايدة على كل الصعد، اذا لم تبدأ الحوار». واعتبرت قول الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان المحرقة «خدعة كبيرة»، «غير مقبول» و»جارح جداً». في مينسك، اعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان ان لقاء ساركوزي ومتقي «يثير استياءً كبيراً». وحذر بعد لقائه رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشنكو، مينسك من تطوير علاقاتها مع طهران.