تجاوزت الأندية السعودية الأربعة (الاتحاد، الهلال، النصر، الشباب) صدمة بداية منافسات الأندية الآسيوية، واستقبلت الجولة الأولى أو صدمة البداية، وبدأت حسابات أنصارها من أجل معادلات التأهل للدور الثاني. صدمة البداية تراوحت بين الإيجاب والسلب، فالنصر والشباب خرجا من أولى الجولات بتعادل أشبه بالفوز على المنافسين، والاتحاد أبرز المستفيدين من الجولة الأولى، بفوزه الصريح على بيروزي الإيراني بثلاثية كادت تزيد لولا رعونة التهديف، أما الهلال الذي خسر أولى مواجهاته على أرضه وبين جماهيره، فكان يحتاج لهذه الصدمة للخروج به من مرحلة الشعور بالتفوق والفوز في كل الظروف إلى واقع الحال الذي يحتاج لحافز مؤثر حتى إن أتى بخسارة موجعة في البداية. تعادل النصر خارج أرضه وتجاوز خصماً قوياً، بل وقدم في الشوط الثاني مؤشرات تمنح أنصاره الكثير من مساحات التفاؤل بالقدرة على انتزاع إحدى بطاقتي الترشح للمرحلة الثانية، بل قد تكون صدارة تعيد العالمي للواجهة الآسيوية التي غادرها بمغادرة الجيل الذهبي الذي لا ينساه أي نصراوي. الشباب لم يحقق التعادل خارج أرضه ونقطة مهمة فقط، بل حقق ما هو أهم بالتوازن الفني على رغم الغيابات الكثيرة والمؤثرة من بداية الموسم التي أخرجت الفريق من بطولتين محليتين وأجبرته على التفكير في الآسيوية والبطولة المحلية المتبقية، وسيكون الشباب في وضع فني أفضل عند اكتمال صفوفه. الاتحاد لعب أمام فريق سمح له بمساحات شاسعة في الصفوف الخلفية، لذا وصل الاتحاد لمرمى الخصم بيسر وسهولة، وقد يواجه الاتحاد صعوبات في الجولات المقبلة، إذا نام على وسادة الفوز الأول والصدارة الموقتة، ومع هذا يبدو أن فريق الاتحاد تحرر من كبوته المحلية وسيكون له شأن آخر آسيوياً. الهلال أبرز المتضررين من الجولة الافتتاحية، وقد يكون أبرز المستفيدين إذا شعر اللاعبون بحجم المسؤولية الملقاة عليهم من جماهيرهم العريضة وزخمهم الشرفي والإعلامي، وقد يكون للصدارة المحلية دور في تراخي الشعور الذهني عند اللاعبين، وقد يكون لوضع الفريق الفني وشعوره بالقدرة على الفوز على أي منافس دور في هزة البداية، لذا من المهم إعادة صياغة العمل في نادي الهلال بدءاً من نواف العابد الذي تبدو كومة الشعر المنفوش، وكأن اللاعب حقق من الأمجاد ما يسمح له بنفش الريش، وإذا أصبح مثل الثنيان الذي حمل كل الكؤوس المحلية والخارجية ومثل الجابر الذي دخل قائمة عظماء كرة القدم من بوابة الاتحاد الدولي عندها يمكن نحيط موهبته بلوحة ممنوع اللمس وممنوع الاقتراب، أما بداية السلم، فهي تحتاج للانضباطية الفنية والتكتيكية والتربوية، لعل الرسالة تصل. [email protected]