اندلعت معارك عنيفة اليوم (الاحد) بين قوة أمنية وميليشيا تابعة لمهرب مفترض لمهاجرين في مدينة صبراتة، التي تعتبر معقلاً للهجرة غير الشرعية الى اوروبا، بحسب مسؤول امني محلي. وبدأت هذه المعارك إثر مقتل عنصر في ميليشيات لأحد أبرز مهربي المهاجرين ويدعى أحمد دباشي الملقب ب «العمو» والذي يسيطر على نصف مدينة صبراتة الواقعة على بعد نحو 70 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس. وقال مسؤول أمني محلي ان «أربعة من عناصر ميليشيا العمو كانوا في سيارة وأطلقوا النار على نقطة التفتيش. فردت عليهم القوة الأمنية وقتلت احد عناصر الميليشيا وأصيب ثلاثة آخرون بجروح». وأضاف المصدر الذي كان يتحدث على وقع اطلاق نار كثيف ودوي انفجارات، «ردت الميليشيات بعد نصف ساعة والمواجهات مستمرة»، وتابع: «هؤلاء المجرمون لا يريدون جيشاً او استتباب الامن في المدينة». وقتل العنصر التابع للميليشيات عند حاجز للقوة الامنية التي شكلتها حكومة الوفاق الوطني لطرد المسلحين المتطرفين من المدينة بعدما احتلوا وسطها لفترة قصيرة في شباط (فبراير) 2016. وتهيمن ميليشيات مسلحة على ليبيا في حين تتنازع الحكم فيها سلطتان، من جهة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً ومقرها طرابلس، ومن جهة اخرى سلطة تحكم الشرق الليبي بدعم من قوات المشير خليفة حفتر. ويتردد اسم أحمد الدباشي كثيراً في الأيام الاخيرة ضمن لائحة كبار مهربي المهاجرين الذين غيروا وجهتهم الى مكافحة تهريب المهاجرين إثر اتفاق مع ايطاليا. وشهد تدفق المهاجرين من ليبيا الى ايطاليا تراجعاً كبيراً في الصيف مع 6500 مهاجر وصلوا منذ منتصف تموز (يوليو) الماضي، اي نحو 15 في المئة من المعدل المسجل خلال الفترة ذاتها بين العامين 2014 و2016. إلى ذلك، أنقذ خفر السواحل الليبي خلال اسبوع أكثر من 3000 مهاجر خلال 12عملية قبالة السواحل الغربية للبلاد. وقال الناطق باسم البحرية الليبية العميد بحار قاسم ان «خفر السواحل الليبية تمكنوا بين الاثنين والجمعة الماضيين، من انقاذ 2082 مهاجراً من مختلف الجنسيات خلال تسع عمليات انقاذ»، مشيراً الى العثور على جثة امرأة بينهم. واوضح المسؤول الليبي ان 1047 مهاجرا آخرين انقذوا السبت خلال ثلاث عمليات مختلفة. وهذا أكبر عدد تعلنه السلطات الليبية منذ منتصف تموز (يوليو) الماضي، ما يدل على ان طريق الهجرة بين ليبيا وايطاليا، البلد الاوروبي الاقرب، لم تغلق بالكامل على رغم التراجع الكبير لتدفق المهاجرين بين هذين البلدين. وسجلت ايطاليا وصول 6500 شخص منذ منتصف تموز (يوليو) الماضي، اي بالكاد 15 في المئة من المتوسط المسجل في هذه الفترة بين 2014 و2016. وحصل هذا التحول بعد اتفاق يسود اعتقاد انه ابرم بين المسؤولين الليبيين والايطاليين، وتحدث عنه في الاسابيع الاخيرة عدد كبير من وسائل الاعلام نقلاً عن مصادر ليبية. وتم القسم الاكبر من هذه العمليات قبالة سواحل مدينتي الزاوية (50 كيلومتراً غرب طرابلس) وصبراتة الى الغرب. وينقل المهاجرون الذين يتم انقاذهم او اعتراضهم الى مراكز احتجاز تسودها ظروف مزرية.