سيول، واشنطن – أ ف ب، رويترز، أ ب – دخلت سفينة عسكرية كورية شمالية لوقت محدود أمس، المياه الإقليمية الكورية الجنوبية، في خطوة أثارت مخاوف من احتمال حصول مواجهة بحرية أخرى بين الدولتين، فيما تعهدت واشنطن عدم مكافأة بيونغيانغ على «استفزازاتها». وقال ناطق باسم هيئة الاركان الكورية الجنوبية ان السفينة «انتهكت لوقت قصير» الحد الشمالي الذي يشكل الحدود البحرية بين الكوريتين. واضاف ان «السفينة عادت بعدها الى المياه الكورية الشمالية». واعلنت هيئة الاركان الكورية الجنوبية ان السفينة تجاوزت الحدود البحرية في البحر الاصفر، قبل ان تعود الى المياه الكورية الشمالية بعد نحو خمسين دقيقة، وذلك إثر تلقيها اشارة تحذير من سفينة كورية جنوبية. وحصل توغل مماثل في حزيران (يونيو) 2008، قبل ان تعود السفينة الكورية الشمالية أدراجها بعد ثلاثين دقيقة، وذلك إثر رسالة تحذير من كوريا الجنوبية. ولم يعرف اذا كان الحادث متعمداً ام لا، لكنه حصل في مناخ من التوتر الاقليمي، بعد التجربة النووية الكورية الشمالية في 25 ايار (مايو) الماضي، والتي اعقبها اطلاق بيونغيانغ صواريخ قصيرة المدى. ونشرت سيول اكثر سفن الدورية تطوراً وسرعة لديها في هذه المنطقة من البحر الاصفر، والتي شهدت معارك بحرية بين الشمال والجنوب منذ عام 1999، آخرها عام 2002 واسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الطرفين. وتطالب بيونغيانغ بترسيم هذه الحدود التي قررتها الاممالمتحدة، الى جنوب المنطقة المذكورة. وكان رئيس وكالة الدفاع الصاروخي في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الجنرال باتريك أوريلي قال إن الولاياتالمتحدة عززت قدرتها على إسقاط الصواريخ بعيدة المدى التي قد تطلقها كوريا الشمالية، مشيراً الى انها أجرت ثلاثة اختبارات تحاكي هجوماً مماثلاً، آخرها في كانون الاول (ديسمبر) الماضي. تزامن ذلك مع بدء كوريا الشمالية محاكمة صحافيتين أميركيتين اعتقلتهما في آذار (مارس) الماضي قرب الحدود مع الصين. وتتهم بيونغيانغ الصحافيتين بدخول البلاد بطريقة غير شرعية «لغايات عدائية»، وقد تواجهان حكماً بالسجن 10 سنوات أو أكثر مع الاشغال الشاقة. في سيول، ابلغ جيمس ستاينبرغ نائب وزيرة الخارجية الاميركية الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك ان «كوريا الشمالية مخطئة اذا اعتقدت ان بإمكانها القيام باستفزازات والحصول على ما تريده عبر المفاوضات، كما فعلت في الماضي. الولاياتالمتحدة لن تكرر الخطأ ذاته مجدداً». وافادت معلومات صحافية في سيول، بأن واشنطن تسعى الى فرض عقوبات مالية على بيونغيانغ. في واشنطن، طلب 16 عضواً جمهورياً في مجلس الشيوخ بإدراج كوريا الشمالية مجدداً في لائحة الدول الداعمة للارهاب، والتي سحبتها منها ادارة الرئيس السابق جورج بوش في تشرين الاول (اكتوبر) 2008.