نجح هداف فريق الاتحاد البارع والمهاجم اللامع، الجزائري عبدالملك زياية (27 عاماً) في الرد على كل من انتقده وقلل من موهبته وشأنه وطالب بإلغاء عقده في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، ورد أخيراً رداً قوياً أبهر النقاد والمحللين والمراقبين والجماهير كافة، وقدم مستويات أدائية مذهلة، وأبدع في إحراز أهداف رائعة مع «كتيبة النمور» في دوري أبطال آسيا ودوري زين السعودي للمحترفين، وبات اللاعب حالياً من أبرز وأميز النجوم الأجانب في الملاعب السعودية، ومن الهدافين الأفذاذ الذين يشار إليهم بالبنان ولا يشق لهم غبار، بعدما صال وجال في الميدان كثيراً وأكد أنه صفقة كروية رابحة ل «عميد الأندية السعودية». ونجح «المارد» الجزائري زياية المولود في ال 23 من كانون الثاني (يناير) عام 1984 في أن يسجل حضوراً لافتاً مع فريقه الاتحادي، خصوصاً بعد انقضاء فترة التسجيل الشتوية، وتأكده من البقاء في «العميد»، إذ شكل لوحده قوة ضاربة في الهجوم «الاصفر»، وكان علامة فارقة في خط هجوم الاتحاد، إذ تألق وتوهج في لقاء ال «دربي» الكبير أمام المنافس التقليدي فريق الأهلي، وأحرز هدفاً رائعاً من «الوضع الطائر» على طريقة كبار الهدافين رسم به ملامح الانتصار الغالي في تلك المواجهة الجماهيرية، ثم قاد «النمور» للفوز أخيراً على فريق بيروزي الإيراني بثلاثة أهداف في مقابل هدف، إذ أحرز الهدف الأول بطريقه لافتة وذكية لا يجيدها إلا قلة من المهاجمين في الملاعب الخضراء، ثم أكمل توهجه بتسجيل الهدف الثاني له والثالث لفريقه مستثمراً كرة «عكسية» من راشد الرهيب أسكنها الشباك الإيرانية بنجاح، ليؤكد فوز فريقه على بيروزي في مواجهة الافتتاح للاتحاد في دوري أبطال آسيا الحالي. ورسم اللاعب الجزائري الموهوب الابتسامة والفرح على محيا الجماهير الاتحادية كافة، وأنساها مرارة النكسات المتوالية ومسلسل التعادلات المتلاحقة التي مر بها الفريق في جولات عدة من دوري زين السعودي، والخروج المرير من بطولة كأس ولي العهد من الدور ربع النهائي أمام الاتفاق في الدمام، وبات أنصار وعشاق ومحبي «العميد» يرددون اسم زياية في لقاءات الفريق ويتفاءلون بوجوده كثيراً في خط الهجوم، ويتفاعلون مع أهدافه الجميلة ولمساته المثيرة وتسديداته القوية وتصويباته الرأسية المتقنة. ونشأ عاشق الشباك، عبدالملك زياية في عائلة بسيطة في الجزائر، وكان آخر «العنقود» في ترتيب أفراد أسرته، وبرزت موهبته الكروية من ملاعب ساحات حي «قهدور الطاهر» في مدينة «قالمة»الجزائرية، وأبهر الجميع بقدرات البدنية العالية وإمكاناته التهديفية الهائلة التي فجرها من خلال فريق ترجي قالمة الذي لعب له رسمياً في عام 2002، ما جعل رئيس نادي وفاق سطيف عبدالحكيم سرار يحضر خصيصاً لمشاهدة اللاعب والتفاوض معه، وبعد أسبوع كامل من المحاولات وقع اللاعب مع فريقه الجديد (نسور الهضاب) لمدة ثلاثة أعوام، وحقق اللاعب مع وفاق سطيف الكثير من الألقاب الذهبية، ومن أهمها وأبرزها لقب بطل دوري أبطال العرب في موسمي 2007 و2008، ولقب الدوري الجزائري عامي 2006 و2007، قبل أن يحط الرحال أخيراً في نادي اتحاد جدة السعودي مطلع الموسم الماضي، في أول رحلة احتراف رسمية خارج الجزائر.