التقى رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، وزراء سياحة ست دول عربية هي الإمارات، والبحرين، ومصر، وتونس، والمغرب، والسودان، وذلك على هامش اجتماعات منظمة السياحة العالمية المنعقدة في شنغدو الصينية، وبحث معهم أوجه تعزيز العمل العربي المشترك في مجالات السياحة والسفر والتراث، مؤكداً دعم المملكة لجميع الملفات ذات الصلة. وعبّر الوزراء عن بالغ تقديرهم واعتزازهم للدور الكبير الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات، مهنئين الأمير سلطان بمناسبة تكريمه من المنظمة لجهوده الكبرى في دعم السياحة وتغيير نظرة المجتمع تجاهها، مؤكدين أن المملكة حققت نقلات كبرى في مجال بناء صناعة السياحة. وقد كرمت منظمة الأممالمتحدة للسياحة العالمية رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان، تقديراً لدوره في دعم وتنمية الحركة السياحية، وتغيير وتطوير نظرة المجتمع للسياحة والتراث، ودعم جهود وبرامج منظمة السياحة العالمية. وسلم نائب رئيس الوزراء الصيني، والأمين العام لمنظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي، درع التكريم للأمير سلطان بحضور أكثر من 1100 مسؤول و75 وزيراً يمثلون 132 بلداً حول العالم، ضمن أعمال الدورة 22 للجمعية العمومية لمنظمة السياحة العالمية التي انعقدت في مدينة شنغدو في الصين. ويمثل هذا التكريم إنجازاً سعودياً، إذ تقرر منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة تكريم شخصية سعودية وبشكل استثنائي، في حين لم يسبق أن كرمت المنظمة شخصية أخرى في السابق، كما يمثل هذا التكريم تتويجاً لمسيرة الأمير سلطان العملية ونجاحه في قيادة هذا القطاع، ونهجه الإداري الذي أكد في عدد من كلماته تأثره بالنهج الإداري لوالده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يمثل مدرسة إدارية كبيرة. وأشار إلى أنه تعلم من مدرسة الملك سلمان الاهتمام بالأساس وتركيز الجهد على وضع الأسس والبناء الغير ظاهر للناس، وانتهاج الدقة والتنظيم في هذا البناء الإداري ليكون بناءً قوياً يعتمد عليه، مؤكداً أن هيئة السياحة أسست منصة كاملة لصناعة اقتصادية جديدة، بعد أن اشتغلت بمراحل مهمة للتأسيس لم تكن واضحة لدى المواطنين. يذكر أن الأمير سلطان بن سلمان تولى رئاسة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني منذ تأسيسها عام 1421ه، إذ كان متردداً في البداية في قبول المهمة انطلاقاً من صعوبة هذه المهمة في تأسيس قطاع جديد كان يعاني من تشتت أنشطته وعدم وجود أنظمة ولوائح تنظمه، إضافة إلى النظرة السلبية المنتشرة لدى شرائح واسعة في المجتمع تجاه السياحة، إلا أنه قبل المهمة الصعبة ليبدأ في اختيار مستشارين يشاركونه العمل في تأسيس قطاع جديد من الصفر. وتمكنت الهيئة خلال هذه الفترة من إتمام جميع متطلبات البناء النظامي، وبنت قطاعاً اقتصادياً كان من الممكن أن يؤدي دوره في هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة لو حظي بالدعم الكامل، ونجحت في إحداث تحول في عدد من المسارات الصعبة ومن أبرزها نظرة المجتمع للسياحة وللآثار والتراث. وخلال هذه الفترة تضاعف إسهام السياحة الوطنية في الناتج المحلي الإجمالي، كأحد أكثر القطاعات الاقتصادية غير النفطية نمواً، فقد ارتفعت الإيرادات السياحية إلى 166.8 بليون ريال في نهاية عام 2016 وتجاوز عدد الرحلات السياحية المحلية في المملكة خلال العام الماضي 47.5 مليون رحلة. ولفت الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة مؤسسة تشرف على أكثر من 22 قطاعاً في كثير منها غير متجانس، ولكنها تصدت لهذه المهمة على رغم كل الضغوط في ما يتعلق بالموارد البشرية أو بالإمكانات المالية، إضافة إلى تركيزها على الشراكة مع الجهات الحكومية وانتهاجها لاتفاقات التعاون التي صارت نموذجاً احتذته العديد من الجهات الحكومية. وانتقل بقطاع الآثار بمجالاته المختلفة إلى مرحلة جديدة بعد ضمه للهيئة في العام 1429ه ليحقق نقلات نوعية في مجال الكشوفات الأثرية والبحث العلمي الأثري، وتطوير المتاحف إذ تشهد مناطق المملكة منظومة من المتاحف المطورة والجديدة تصل إلى 11 متحفاً، إضافة إلى المتاحف المتخصصة، كما تبنى تسجيل مواقع سعودية في قائمة التراث العالمي التابعة لليونيسكو، التي وصلت حتى الآن إلى أربعة مواقع، إضافة إلى موافقة المقام السامي على تسجيل 10 مواقع يجري حالياً العمل على تسجيلها في القائمة الدولية.