اعتدنا في القمم العربية السالفة رؤية رؤسائها وزعمائها على مر العقود من دون تبديل قمة عربية جديدة ستطل علينا بتركيبتها، ووجوهها غير المألوفة، ولسنا نعلم العدد الذي سينتهي إليه هذا التغيير الطارئ حيث إن الأحداث لا تزال تتلاحق. (وقد يتسع التغيير حتى أواخر أيار /مايو/ المقبل موعد قمة بغداد التي اعلن ترحيلها أخيراً الى التاريخ الجديد). قمة سيكون من أساسياتها التعارف بين الرؤساء، خصوصاً ان دولاً تعتبر إقليمية ولها وزنها وثقلها في المنطقة أصابها التغيير حيث انهار «نظام مبارك» وما سيؤول إليه هذا التغيير من سياسات قد تعصف بالمنطقة وتحولها الى خريطة جديدة لم يعتد عليها زعماء الدول الذين شاء الله أن يكتب لهم الانضمام إلى القمة المقبلة. إنها الشعوب التي إن أرادت التغيير والإصلاح والتحرر من طواغيت ترقد على صدورها عشرات السنين، فلا بد لها من الإدراك والعمل والتحدي والفهم أن الحياة الحرة والكريمة والعزيزة، تحتاج إلى ثمن. لقد بات المواطن العربي يدرك كيفية التعامل مع أجهزة القمع، فهواجس الخوف التي كنا نضعها في أولوياتنا انهارت، بل تلاشت ووجدنا أنفسنا أننا الأقوياء بإرادتنا وعزيمتنا وبوحدتنا وقدرتنا على خلط الأوراق بل وتمزيقها إن أردنا. قمة القمم ستكون شاهداً على إرادة الشعوب، فهي ستختار من سيمثلها في القمة المقبلة (إذا انعقدت) لتكون دروساً وعبراً.