حمل رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض بشدة على معارضي مبادرته لإعادة الوحدة الى الوطن متهماً إياهم بالوقوف عقبة أمام إرادة الشعب، معتبراً «إعادة الوحدة لشطري الوطن يُمثل أولوية قصوى على درب استكمال الجاهزية الوطنية لاقامة الدولة»، مؤكداً ان «لا دولة من دون إنهاء هذا الانقسام». وكان عدد من المسؤولين في حركتي «فتح» و «حماس» أعلنوا معارضتهم للمبادرة التي طرحها فياض أخيراً لتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى إعادة الوحدة الى شطري الوطن، وإعادة إعمار قطاع غزة. وذهب بعض قادة «فتح» الى القول إن فياض غير مخول العمل السياسي، وأن دوره مقتصر على الشأن الاداري والمالي للسلطة، فيما اتهمه عدد من المتحدثين باسم «حماس» بأنه غير جاد وأن الهدف من مبادرته هو إحراج الحركة المسيطرة على قطاع غزة. وقال فياض أمس في حديث لوسائل الاعلام إن مبادرته تمثل جزءاً من خطة حكومته الرامية الى بناء مؤسسات الدولة المستقلة، معتبراً أن الدولة الفلسطينية لن تقوم من دون القدس وقطاع غزة. وأضاف: «إن النجاح في تحقيق هذا الأمر من خلال بلورة خطة قابلة للتطبيق العاجل سيضعنا في موقف أفضل لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته ازاء الوفاء باستحقاق أيلول (سبتمبر)، المتمثل في إنهاء الاحتلال». وتابع ان «الانقسام المستمر منذ نحو 4 سنوات يتكرس ويتحول إلى واقع مؤلم يتعمق يومياً، ويتحول إلى حال إستعصاء تشكل خطراً فعلياً على مشروعنا الوطني برمته، الأمر الذي يستدعي التدخل لإنهائه بأقصى سرعة، حيث لا دولة من دون إنهاء هذا الانقسام». وقال فياض جازماً إن «إنهاء الانقسام، بما يُعيد الوحدة لشطري الوطن، يُمثل أولوية قصوى على درب استكمال الجاهزية الوطنية لاقامة الدولة، ولإغلاق الباب أمام الذرائع الإسرائيلية حول الادعاء بعدم جدارة شعبنا وعدم جاهزيته بسبب هذا الإنقسام».