انعقدت في الكونغو برازافيل أمس، القمة الأفريقية المصغرة لبحث الأزمة في ليبيا، بمشاركة كل من رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، ورئيس مجلس الدولة عبدالرحمن السويحلي وغياب قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر. وترأس اللجنة الأفريقية للاتحاد حول ليبيا، الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو، وتألفت من رؤساء 5 دول أفريقية هي جنوب أفريقيا وإثيوبيا وموريتانيا والكونغو والنيجر. وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد في افتتاح اجتماع لجنة الاتحاد حول ليبيا: «لا شيء بات يضر بجهودنا لتسوية الأزمة الليبية أكثر من تضارب أجندات وطروحات المتدخلين». وأضاف: «أريد أن أعبّر بأعلى صوت عن معارضة أفريقيا الشديدة لهذا التضارب والتناقضات في التدخلات والطروحات والأجندات الخارجية»، داعياً إلى «انسجام أفضل بين الفاعلين الدوليين لتجنب حالات الخلل والفوضى. وفسّر مراقبون هذه التصريحات بأنها انتقادات مبطنة لمبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي جمع في نهاية تموز (يوليو) الماضي، السراج وحفتر لإخراج البلاد من الفوضى. وأكد الرئيس الكونغولي الذي يستضيف الاجتماع بصفته رئيساً لهذه «اللجنة العليا» للاتحاد الأفريقي حول ليبيا أن «الاتحاد الأفريقي ولجنته ليس لديهما أجندة خفية في ليبيا». ودعا ساسو نغيسو «الأسرة الدولية الى عدم تجاهل صوت أفريقيا، كما فعلت في العام 2011، في شأن القضية الليبية»، في إشارة إلى التدخل الفرنسي البريطاني ضد نظام العقيد معمر القذافي. من جهة أخرى، دعا الرئيس الكونغولي الليبيين إلى «اليقظة وبذل ما بوسعهم لتجاوز الانقسامات والأنانيات الفردية والحزبية». وحضر اللقاء في برازافيل رئيسا جنوب افريقيا جاكوب زوما والنيجر محمدو يوسفو وممثلون عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وذلك قبل 10 أيام من اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وكان السراج أمل بأن تكون «نتائج ومخرجات لقاء برازفيل مخرجات إيجابية تساهم في حلحلة الأمور وفي وضع حد للمعاناة التي تمر بها البلاد في شكل عام للوصول إلى استقرار داخل الدولة». وأضاف أن الزيارة إلى الكونغو برازافيل تأتي في إطار جهود الاتحاد الإفريقي واللجنة رفيعة المستوى المعنية لوضع اقتراحات لحل للأزمة في ليبيا. وناقش رئيس مجلس النواب الليبي مع ممثلين عن دول عربية وأجنبية الوضع في ليبيا على هامش أعمال القمة، فيما عبّر السراج، عن أمله بأن تسفر القمة عن حلول للأزمة. وتزامن انعقاد القمة مع الذكرى ال18 لإعلان الاتحاد الأفريقي الذي تأسس في مدينة سرت الليبية في 9 أيلول (سبتمبر) 1999. إلى ذلك، وجّه سلاح الجو الليبي أمس، ضربات جوية لمواقع مسلحي «مجلس شورى درنة» في منطقة الظهر الحمر جنوبي درنة.