أبيدجان – أ ب، أ ف ب – أعلن آهوا دون ميللو، الناطق باسم رئيس شاطئ العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو، أن الحسن وترة الذي يعترف المجتمع الدولي بشرعية انتخابه في الاقتراع الرئاسي الذي أجري في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، يقود مجموعة كوماندوس قتلت خلال أربعة أيام من المعارك 27 رجل أمن موالياً لغباغبو في ضاحية ابوبو شمال أبيدجان. ووصف ميلو هؤلاء المسلحين بأنهم «إرهابيون يحاولون إطلاق ثورة في البلاد»، فيما اتهمت حكومة غباغبو «متمردي» القوات الجديدة ب «التسلل» الى ابوبو وأحياء شعبية أخرى بالتواطؤ مع مهمة الأممالمتحدة في البلاد. ودعا شارل بليه غوديه، الوزير وزعيم «الوطنيين» الموالي لغباغبو الشبان الى تنظيم صفوفهم في «لجان للدفاع الذاتي» لمنع مهمة الأممالمتحدة من التحرك «بكل الوسائل». وقال أمام ثلاثة آلاف شخص تجمعوا في حي يوبوغون غرب أبيدجان معقل زعيمه: «من يحاربنا ليسوا المتمردين اليوم، بل بعثة الأممالمتحدة». واتهمت قوات الدفاع والأمن قوات الأممالمتحدة بقتل شرطي خلال حادث في دالوا (وسط غرب)، وهو ما نفته قيادة المنظمة الدولية، في وقت أسف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لهذه التهديدات، وطالب «بوقفها على الفور». في المقابل، نفي وترة علاقته ب «مجموعة الكوماندوس». وزعم الناطق باسمه باتريك آشي أنهم مواطنون يدافعون عن نفسهم من هجمات الشرطة، والتي «أجبرت أيضاً سكان ابوبو على الفرار، بعدما عانوا طيلة سنتين من الممارسات القاسية للشرطة وأعمال القتل». وفرت آلاف من العائلات المذعورة من ابوبو، علماً أن المعارك في أبيدجان وغرب البلاد دفعت حوالى خمسة آلاف شخص الى الفرار من ساحل العاج الى ليبيريا خلال الساعات ال 24 الأخيرة ، ما رفع الى حوالى 45 ألفاً عدد اللاجئين في هذا البلد، كما أعلنت الأممالمتحدة. وأبدى آشي اعتقاده بأن المقاتلين حصلوا على أسلحتهم من جنود وشرطيين سقطوا قتلى. وأفاد سكان بأن هؤلاء المقاتلين يرتدون «سترات سحرية» تحميهم من الرصاص، ويطلقون على قائدهم اسم «ريح»، لأنهم يشعرون بوجوده من دون رؤيته. ومنذ أسبوع، تأخذ الأزمة الناشئة عن الانتخابات الرئاسية منحى يتسم بمزيد من العنف. وغداة معارك اندلعت في زوان هونيان (غرب) بين عناصر من التمرد السابق للقوات الجديدة التي تسيطر على شمال ساحل العاج منذ عام 2002 وقوات الدفاع والأمن الموالية لغباغبو، احتلت القوات الجديدة كامل المدينة أول من أمس. وفي أقصى الجنوب، سيطرت القوات الجديدة أيضاً على قرية بين هويه الصغيرة. واندلعت معارك خلال النهار على مدخل مدينة توليبليه الكبيرة، ثم أعلنت رئاسة أركان قوات الدفاع والأمن أن رجالها استعادوا بين هويه، وأن معارك تدور في محاذاة زوان هونيان. وفي ياموسوكرو (وسط)، أسفر تبادل النار ليل الخميس - الجمعة عن سقوط عدد من الجرحى في حي ديولابوغو الموالي لوترة، وتحدث سكان عن إطلاق نار من أسلحة ثقيلة. وفي يوبوغون، أحرق شبان موالون لوترة حافلات «للوطنيين». وتأتي موجة العنف الجديدة قبل لقاء أربعة رؤساء أفارقة يشكلون وفد وساطة للاتحاد الأفريقي في نواكشوط في الرابع من آذار (مارس) المقبل لبحث «حلول ملزمة» للأزمة.