أهداف ميسي غير المسجّلة، هي ماركة مسجلة لدى (ماركا)... سأشرح الفكرة ليزول الالتباس على القارئ الكريم. فصحيفة ماركا الرياضية، التي تعدّ الذراع الإعلاميّة الأكثر تأثيراً للنادي الملكي، ريال مدريد، وجدت في خسارة برشلونة أمام نادي أرسنال الانكليزي، فرصة سانحة للتشفّي، ومحاولة لنسيان هزيمة الريال بالخمسة النظيفة قبل شهرين. وأجرت الصحيفة التي أنشئت في عام 1938 وتوزّع ما يفوق 400 ألف نسخة يومياً، استبياناً لقرائها عن السبب المباشر في خسارة البارشا أمام أرسين(ال) فينغر، فكان الجواب «ميسي». وهو ما يثلج صدر الملوك... فبالنسبة لمن شاركوا في هذا الاستفتاء، شكّلت أهداف ميسي المهدرة أمام مرمى أرسنال سبباً في الهزيمة، كما حمّلوا ماكسويل وألفيش جزءاً من المسؤولية بسبب عجزهما عن إيصال الكرات لمهاجمي البارشا، وتسببهما في عدم حماية القاعدة الخلفية في الدقائق العشر الأخيرة. ولكن يبقى في رأي ماركا أنّ ميسي بأنانيّته أضاع كثيراً من الأهداف، ولا مجال للبكاء عن هدف رفضه الحكم (..). عشاق برشلونة في كثير من المنتديات، اطلعت على آرائهم بعد الهزيمة، أجمعوا على أنّ مباراة العودة، تعني أنّ الأهداف التي ادخرها غارديولا في ملعب الإمارات سيقدمها في كامب نو لفينغر بأقدام ميسي وفيا... وعددها ثلاثة أهداف فقط، أو كما يتوقّع محبو البارشا. الملاحظة التي رأيت أن أسجّلها في استبيان صحيفة ماركا، هي أنّها تحاملت على اللاعبين الأجانب في برشلونة، ميسي وماكسويل خاصة، لكنّها كانت رحيمة بفيا وتشافي.. وهذا يكشف أنّها ذات خطّ انتقائي، إسباني النزعة. لكن عندما يتعلّق الأمر بلاعبي الريال فإنّ الأمور تختلف تماماً. ففي عددها ليوم 23 ديسمبر 2009 تقيم الصحيفة مقارنة بين رونالدو وميسي، بقلم خبيرها أونيريكي أورتيغو الذي وضع عشرة معايير أهمها الجانب الفنّي وقوّة الشخصيّة، فيصل إلى أنّ كريستيانو رونالدو أو كما يطلق عليه CR9 يتفوّق على ميسي (وهو يعني مسيح، أو المخلّص) بست نقاط في مقابل أربعة، وهو ما لا يرضى به عشاق الأسطورة الأرجنتينية، الذين يكتفون بالقول، قولوا لنا من هو اللاعب الذي اختاره العالم للكرتين الذهبيتين للعامين، 2009 و2010؟ ويأتي الجواب من جهة محايدة، بقي أمام الريال والبارشا لقاءان، العودة في بيرنابيو ونهائي كأس الملك، وحينها يمكن لأورتيغو أن يراجع حساباته، ولعشاق النجمين أن يجدّدا المقارنة بين أفضل لاعبين أجنبيين في الليغا الاسبانية. وغير بعيد عن إقحام الصحافة أنفها في شؤون اللاعبين، أوردت الصحف أنّ لاعب فرنسا المدلل، فرانك ريبيري، تمرّد على اللسان الفرنسي، ولم يعد يصرّح بغير الألمانيّة والانكليزيّة، وأحيانا يتعمّد إدخال كلمات بالعربية، تعلّمها من زوجته الجزائريّة. ولكنّ ذلك لم يمرّ هكذا، دون أن يثير حوله حملةً شعواء من الصحف الفرنسيّة التي ترى في سلوكه المعادي للغة الفرنسية، أمرًا لا يختلف عمّا صدر منه قبل المونديال، فيما عرف بقضيّة زهيّة، وعرضه على التحقيق، واعترافه بأفعاله.. فالرأي العام الفرنسي الذي بقدر محبّته لريبيري وتقديره لموهبته الكرويّة، فإنّ يعتبر عدم استعماله للفرنسيّة في الرد على الصحفيين، مساسا بالسيادة والهويّة الفرنسيتين. والمسألة التي يعرفها الفرنسيون، أنّ لغتهم التي هي محلّ نقاش بين النخب المثقفة والسياسية وخبراء اللغة، تسير نحو الموت البطيء، وهناك من يقول، إن الفرنسية بعد نصف قرن، تكون في موضع اللاتينيّة الآن.. ويبدو أن ريبيري لا يختلف عن أولئك الفرنسيين، ومنهم الكاتب فريديريك مارتيل الذي كتب مقالا جريئا في صيف 2010 بعنوان «أيها الفرنسيون، عليكم بالانكليزية إذا أردتم البقاء». فقامت الدنيا عليه ولم تقعد... ومع هذا لا يبقى في الوادي غير الحجارة كما يقولون. [email protected]