أنقرة - ا ف ب - اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده يمكن ان تكون «مصدر إلهام» للشعوب العربية المتطلعة إلى الديموقراطية، مشيراً إلى ان المفاوضات المتعثرة لعضوية الاتحاد الأوروبي «أرهقت» تركيا. وقال لوكالة «فرانس برس»: «لا نسعى إلى أن نكون مثالاً لأحد، لكن يمكن أن نكون مصدر إلهام، إذ أثبتت تركيا إمكان تعايش الإسلام والديموقراطية معاً في شكل جيد». وأضاف: «أن يكون المرء مؤمناً لا يَحُول دون العيش في ديموقراطية، وأن يكون النظام ديموقراطياً لا يحول دون الإيمان، ونعيش منذ سنوات الأمرين معاً في هذا البلد». وأعرب أردوغان عن «سروره بما نحن عليه»، قائلاً: «نريد ديموقراطية متقدمة، وبعد الانتخابات (الاشتراعية) في 12 حزيران/ يونيو المقبل، سنخطو الخطوة الأولى نحو ديموقراطية متقدمة، من خلال اعتماد دستور جديد». من جهة أخرى، أبدى أردوغان أسفه لكون الزيارة التي سيجريها الرئيس نيكولا ساركوزي الى أنقرة اليوم، تتمّ بصفته رئيساً ل «مجموعة العشرين» وليس لفرنسا. وقال: «أريد التحدث بكلّ صراحة. كنا نودّ استقبال رئيس الجمهورية الفرنسية، لكن من سيأتي الجمعة ليس الرئيس الفرنسي، بل رئيس مجموعة العشرين. أعتقد أنها ليست زيارة بمستوى الصداقة بين فرنسا وتركيا». وأضاف: «تركيا والعلاقات بين تركيا وفرنسا تستحق أكثر من ذلك. نأسف أيضاً لعدم قيام ساركوزي بزيارة الى تركيا منذ تولّيه مهماته. الرئيس التركي (عبد الله غل) توجَّه إلى فرنسا، وأنا أيضاً بصفتي رئيساً للوزراء». ويعارض ساركوزي انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي، معتبراً أنها لا تنتمي الى القارة العجوز، كما يشاطر المستشارة الألمانية أنغيلا مركل رأيها بمنح تركيا «شراكة خاصة» مع الاتحاد، بدل الانضمام إليه. وسُئل اردوغان عن موقف أنقرة من البطء الشديد لمفاوضات انضمامها الى الاتحاد، فأجاب: «أكون كاذباً إذا قلت إننا لسنا متعبين. يجب أن نقول بعض الحقائق كما هي: إنهم يرهقوننا! لكن ذلك لن يوقف العملية». وانتقد الأوروبيين لتغييرهم شروط الانضمام الى الاتحاد، منذ بدء المفاوضات مع تركيا عام 2003. وقال: «في البدء كانت تركيا تشارك في قمم رؤساء دول الاتحاد الأوروبي وحكوماتها. هذا أول ما حذفوه. ثم زادوا عدد الفصول» التي يجب التفاوض في شأنها للانضمام. وأضاف: «لكنهم لم يكتفوا بذلك، بل قالوا لنا: يمكننا فتح الفصول، لكن إغلاقها ليس ممكناً». وأشار الى ان الاتحاد «عرقل ثمانية فصول، ستة منها من قبرص الجنوبية (جمهورية قبرص) وخمسة من فرنسا»، متسائلاً: «أين العدل واحترام العهود؟».