عودة خادم الحرمين الشريفين إلى أرض مملكتنا الحبيبة، بعد رحلته العلاجية، ستعيد الابتسامات الضائعة وستحقق رفاهية المواطن السعودي، وما مشاعر المواطنين التلقائية والمباشرة في كل مكان فرحاً بمقدمه الكريم إلا انعكاس لما يكنه هؤلاء المواطنون في قلوبهم من حب وتقدير وولاء ل «ملك الإنسانية» الذي أحبه الناس بقلوبهم وعقولهم، لأنه اقترب منهم فقربوا منه، وأحبهم فأحبوه، ولمس حاجاتهم فعمل جاهداً على تحقيقها لهم ورفاهيتهم، أمده الله بالصحة والعافية ليكمل مسيرة هذا الإصلاح والبناء الذي ينشده الجميع. لقد عاصر التطوّرات السياسيّة، وأدرك ما خلّفته من متغيّرات فكريّة في عقل الإنسان العربيّ عموماً، والسعودي خصوصاً، وما أوجدته من تقسيمات جغرافيّة للعالم العربي والإسلامي، فبقيت تلك الدروس عالقة بذاكرته في الذهن، وهي ما يراها اليوم إحساساً بالواجب لفهم الأحداث، ومحاورتها من أجل رأب الصدع. لقد ورث الملك عبدالله عن والده الصفات الرائعة في القيادة، والحكمة، والتبصّر، وعايشه منذ صغره إلى يومه هذا. ولذلك، فهو إنسان متحرّر من الجمود، ومن العصبيّة، وفياً كلّ الوفاء للصّداقات والعلاقات؛ فلم يُعرَف عنه، في حياته كلّها، أنّه غدر صديقاً، أو نقض عهداً، فهو رجل وعيٍ سياسيٍّ، والتزام خلقيّ. يؤمن بالحوار، بل يسعى إليه، ويجاهد من أجله، يؤمن كلّ الإيمان بأنّه لن يتحقّق السلام على الأرض، إلا حين تتجاوز مفاهيمه كلّ حدود الزمان والمكان. الناس عنده في الحق، سواسية؛ فلا يناصر باطلاً، ولا يتعصّب لقوميّته... من فضائله أنّه حسّاس جدّاً أمام دموع الضّعيف والمظلوم، مناصر للعدالة، شفوق رحيم بكلّ البائسين، تعقد أمّته آمالها عليه، بناء على ما تعتقد أنّها تفهمه منه، ومن سلوكه، ويقينها بالتزامه بنظافة هذا السّلوك. يميل الملك عبدالله طبعاً، لا تطبّعاً، إلى البساطة في العيش؛ فهو يرى نفسه دائماً بين البسطاء من الناس، لا يعرف الكبر، أو التعالي إلى قلبه طريقاً، طاهر النفس، متسامٍ مع مكارم الأخلاق، يتعامل مع الآخرين بكل رحابة صدر؛ فينصت لمحدثّه بكل هدوء، فيوحي له بالاطمئنان.. إن تحدّث أوجز، وإن قال فعل... سلوكه إحقاق الحق، ومناجزة الباطل، وهذه الخصائص الذاتيّة هي الّتي أهّلته لأن يتحمّل الدور الكبير الذي يقوم به الآن. [email protected]