الرياض - رويترز - تصدر ارتفاع أسعار النفط والثورات الشعبية التي أطاحت بالفعل برئيسين جدول أعمال منتدى الطاقة الدولي الذي جمع يوم الثلاثاء (22 فبراير) الدول المنتجة والمستهلكة وتستضيفه السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم. وقال وزراء سعوديون ومن دول أخرى على هامش المنتدى إنه لا حاجة حتى الآن لزيادة امدادات الخام إلى أسواق النفط حيث أن تتلقى امدادات جيدة. لكن ممثلين للدول المستهلكة يقولون إن الأسعار التي تجاوزت المئة دولار تشكل خطرا على النمو الاقتصادي. ولم يتحدث وزير البترول السعودي علي النعيمي إلى الصحفيين خلال المؤتمر وحصر تعليقاته في كلمة ترحيب. وقال نائبه الامير عبد العزيز بن سلمان يوم الاثنين (21 فبراير) إن السوق بها امدادات وفيرة. وقال وزير النفط الاماراتي محمد بن ظاعن الهاملي يوم الثلاثاء إن أوبك ستتدخل إذا دعت الحاجة لكن الامدادات تصل إلى السوق حتى الآن. وارتفعت أسعار النفط هذا الأسبوع متجاوزة 108 دولارات للبرميل مسجلة أعلى مستوياتها في عامين ونصف العام بعد امتداد الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيسين التونسي والمصري إلى ليبيا عضو أوبك في حين مازال الزعيم الليبي معمر القذافي متشبثا بالسلطة. لكن مندوبين في المنتدى حضروا للتوقيع على ميثاق وكالة الطاقة الدولية للمساعدة في تحسين عملية تدفق النفط من المنتجين الى المستهلكين. وقال نائب وزير البترول السعودي الامير عبد العزيز بن سلمان "يسرني ان اعلن اليوم ان 87 دولة اقرت بالفعل ميثاق وكالة الطاقة الدولية وهي حاضرة هنا لتؤكد موافقتها. ونحن بالتالي نؤكد رسميا اقرار الميثاق من جانب الدول المشاركة اليوم في الاجتماع الوزاري الاستثنائي لوكالة الطاقة الدولية." وحتى اندلاع الاحتجاجات على حكم القذافي الممتد منذ 41 عاما في العاصمة الليبية الأسبوع الماضي كان كثيرون في سوق النفط العالمية يفترضون أن ثروة البلاد النفطية ستكون كافية لاحتواء الاضطراب. والاضطرابات الليبية لها مغزى كبير خاصة للأسواق النفطية لأنها عطلت الامداد ورغم أن الكمية المتأثرة حتى الآن يمكن تعويضها فقد تنامت مخاوف بشأن المدى الذي قد تمتد إليه الاضطرابات. والسيناريو الذي لا يمكن تصوره هو تعطل امدادات السعودية والتي تضخ نحو عشرة بالمئة من النفط العالمي وتمتلك اكبر فائض في الطاقة الانتاجية في العالم. والسعودية هي البلد المنتج الوحيد القادر على الاستجابة سريعا بضخ كميات كبيرة من النفط لتعويض أي نقص كبير في الامدادات. وما زالت اسعار النفط أقل كثيرا من اعلى مستوياتها على الاطلاق البالغ اكثر من 147 دولارا للبرميل والمسجل في يوليو تموز 2008.