في ورشة صغيرة للنجارة، بدأ الراحل عبدالوهاب التميمي عمله في شارع قصر العيني (وسط القاهرة) في أربعينات القرن العشرين. وعلى مر السنوات، ذاع صيته حتى أنه صمم غرفتي نوم للرئيس الراحل أنور السادات وكان وقتذاك رئيساً للبرلمان. وصنع قطعاً عدة لعائلة السياسي المصري مؤسس حزب الوفد الجديد فؤاد سراج الدين، ولعدد من الفنانين المصريين والشخصيات العامة المصرية وغير المصرية خلال عقدي الستينات والسبعينات. ترجع شهرة التميمي إلى تعامله مع حرفته اليدوية باعتبارها فناً لا وسيلة لجني المال، فعمد إلى «النحت على الخشب على رغم ما يستغرقه ذلك من وقت وجهد، لإنتاج قطع مميزة بأشكال بارزة. كان ذا مهارة عالية في تطويع أفضل أنواع الأخشاب لتنفيذ أفكاره، منها خشب الأرو والزان والموسكي»، وفق ابنه عماد التيمي (67 سنة) المدير الحالي لورشة والده التي توقفت عن إنتاج قطع جديدة برحيله وتحولت إلى غاليري لعرض القطع القديمة التي أصبحت «أنتيكات». يضيف الابن ل «الحياة»: لم تكن تلك رغبة والدي، بل كان يتمنى أن تظل ورشته كما هي تنتج أعماله وتصاميمه وتضيف إليها، وذلك بأن يرث أحد أبنائه الحرفة عنه. أنا خضت التجربة وصاحبت والدي في ورشته لكني لم أملك موهبته لذلك توقف عمل الورشة بوفاته». ازدهر فن النحت على الخشب بتوظيفاته الحرفية في فترات سابقة، فيما يعاني ركوداً الآن بسبب خطوط الموضة وقطع الأثاث بتصاميمها الحديثة، والاعتماد على المنتجات الخشبية الجاهزة الأسرع إنتاجاً والأقل كلفة من المنتجات اليدوية. لذلك باتت القطع التي صنعها التميمي «تحفاً»، لا يحرص على اقتنائها إلا من يعي قيمتها. ويقول عماد التيمي: «هؤلاء قلة، لذلك باتت مهنة بيع المنتجات الخشبية الكلاسيكية بالغة الصعوبة».