واشنطن - أ ف ب - يأمل باحثون بتطوير طائرات ذات أجنحة لينة كالطيور وأن تتمكن الروبوتات ذات يوم من تغيير أشكالها على هواها بفضل الأبحاث الجارية حول نبتة الميموزا. فورقة هذه الشجيرة التي تتميز بقدرتها على الانقباض عند اي احتكاك قد يستوحى منها لصنع فئة جديدة من الاشياء القادرة على الالتواء والانثناء والتصلب وحتى اصلاح نفسها، كما يشرح الباحث كون ويل وانغ. والميموزا نوع من النبتات القادرة على القيام بحركات مفتعلة ذاتياً مرئية بالعين المجردة لحظة حصولها، وهي ظاهرة ممكنة بفضل «النظام الهيدرولي» للنبتة. الأمر ناتج من دفق الماء داخل خلايا الورقة وخارجها، حيث يفرغ جزء فيما يمتلئ الجزء الآخر. وبالتالي يكفي لمس الورقة لجعل المياه تنتقل فوراً داخل خلاياها، وهذه التغييرات المجهرية تجعل الورقة تتحرك وتغير شكلها، كما يشرح الباحث. ويؤكد كون ويل وانغ: «يمكننا ابتكار هياكل تحاكي خصائص هذه الخلايا تبعاً الى حاجاتنا». وابتكر في مختبره خلايا اصطناعية تتمتع بالخصائص الهيدرولية نفسها لكن بحجم كف اليد أو أكبر. ويحاول الباحثون تقليص حجمها من خلال صنعها بواسطة بنى مجهرية وألياف النانو. يمكن تخيل طائرات ذات اجنحة شبيهة بأجنحة الطيور باستطاعتها ان تصبح مرنة أو صلبة أو تغير شكلها تبعاً لحاجات الطيران. وأثار ايضاً امكانية صنع آلات يمكنها تغيير شكلها للعمل في نفق او تحت الجسور. الخلايا السمعية أو الحسية التي تساعد البشر على السمع وتمنح الحيوانات قدرتها على الرصد هي مصدر الهام آخر من الطبيعة لتطوير تقنيات اكثر دقة. وهذه الخلايا السمعية مثيرة جداً للاهتمام لأن الطبيعة تستعين بهذه الهيكلية الاساسية لمجموعة مختلفة من الوظائف الاخرى، وهي مختلفة عن اجهزة الاستشعار المصنوعة لغاية واحدة. من خلال انتاج هذه الخلايا الاصطناعية بمساعدة تكنولوجيا النانو، حسن الباحثون الى حد كبير حساسية اجهزة الاستشعار وأصبحوا يفهمون في شكل أفضل كيف تستعملها الحيوانات، ومن بينها الأسماك التي لديها خلايا سمعية جانبية تعمل كأجهزة استشعار.