اشتد الإعصار «هارفي» في وقت مبكر من اليوم (الجمعة)، وتحول إلى ما قد يكون أكبر إعصار يضرب البر الأميركي الرئيس خلال أكثر من عقد، في حين نصحت السلطات السكان بالاحتماء من رياح وفيضانات ربما تهدد حياتهم. ومن المتوقع أن يصل الإعصار في وقت متأخر من اليوم أو في ساعة مبكرة غداً إلى ساحل تكساس حيث تضم مدينتي كوربس كريستي وهيوستن عدداً من أكبر المصافي الأميركية. وتأثرت بالفعل عمليات النفط والغاز وارتفعت أسعار البنزين بقوة. وقالت «خدمة الأرصاد»: «لا بد الآن من الاحتماء من الرياح، فعدم الاحتماء بالقدر الكافي قد يتسبب في إصابات خطرة أو فقد الحياة أو في معاناة إنسانية بالغة». وتحول «هارفي» إلى إعصار من الدرجة الثانية برياح وصلت سرعتها إلى 169 كيلومتراً في الساعة، بينما كان يتجه إلى الشمال الغربي على بعد نحو 295 كيلومتراً عن بورت أوكونر في تكساس، وفق ما ذكره «المركز الوطني للأعاصير». ويتوقع أن تهطل أمطاراً يبلغ منسوبها 97 سنتيمتراً على أجزاء من ولاية تكساس، على أن تصل سرعة الرياح إلى 125 كيلومتراً في الساعة، وربما ترتفع مستويات البحر إلى ما يصل إلى 3.7 متر. كما قد تهطل على ولاية لويزيانا أمطار منسوبها بين 25 و38 سنتيمتراً وسط تحذيرات من حدوث فيضانات في لويزيانا وشمال المكسيك. وقال «مركز الأعاصير»: «يتوقع حدوث فيضانات مدمرة تهدد الحياة قرب الساحل بسبب الأمطار الغزيرة والرياح العاتية». ودفع اقتراب العاصفة السلطات إلى إجلاء بعض السكان وإغلاق عشرات المدارس على طول ساحل جنوب تكساس التي يسكنها 5.8 مليون نسمة. وأدت الأحوال الجوية السيئة إلى إلغاء أو تأخر 40 رحلة على الأقل من وإلى المطارات الرئيسة في تكساس اليوم، وفقاً لموقع «فلايتاوير.كوم» الذي يتابع الحركة الجوية. وأعلنت ولايتا تكساس ولويزيانا حال الطوارئ لإتاحة المجال أمام استخدام مواردهما في التحضير لمواجهة العاصفة. وقال البيت الأبيض أمس، إنه تم إطلاع الرئيس دونالد ترامب على الوضع، وإنه مستعد لتوفير موارد إن استدعى الأمر. وتوقع «مركز الأعاصير» أن يصل «هارفي» إلى الساحل إعصاراً من الدرجة الثالثة، وهي ثالث أقوى درجة على مقياس «سافير - سيمبسون» للأعاصير، ما يجعله أول إعصار كبير يجتاح الولاياتالمتحدة منذ اجتاح الإعصار «ويلما» ولاية فلوريدا عام 2005.