غداة استخدام ادارة باراك اوباما حق النقض (الفيتو) للمرة الاولى في مجلس الامن ضد مشروع قرار عربي يدين الاستيطان ويحظى بتأييد دولي واسع، قررت القيادة الفلسطينية المضي قدماً في معركتها ضد اسرائيل في الحلبة الدولية، وقالت انها ستعيد النظر في عملية المفاوضات، معتبرة ان الموقف الاميركي «لا يخدم عملية السلام، بل يشجع اسرائيل على الاستمرار في الاستيطان والتهرب من الاستحقاقات». وقال مسؤولون فلسطينيون ل «الحياة» انهم ماضون في الطريق الذي اختاروه بعيدا عن الطريق المفضل للادارة الاميركية، وهو طريق المفاوضات، في وقت اكد الرئيس محمود عباس امس «اننا لا نسعى الى مقاطعة الادارة الاميركية وليست من مصلحتنا مقاطعة احد لاننا لسنا عدميين بل نريد المحافظة على مصالحنا وحقوقنا المشروعة بموجب القانون الدولي». وعن خطط السلطة المستقبلية، قال امين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير ياسر عبد ربه لوكالة «فرانس برس» ان «قرارنا الآن التوجه الى الجمعة العامة للامم المتحدة لاستصدار قرار اممي ضد الاستيطان، وسنعيد بعدها طرح مشروع القرار امام مجلس الامن». واوضح عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمد اشتيه: «نراهن على ان تغير الادارة الاميركية وجهتها وتتوقف عن استخدام الفيتو في مجلس الامن لصالح السياسة الاسرائيلية المخالفة للشرعية الدولية». من جانبه، دعا عضو اللجنة التنفيذية صائب عريقات الى «اعادة النظر بمجمل وجود السلطة، وان كانت اداة للاستقلال ام في يد الاحتلال». وباستخدامها «الفيتو»، وقفت ادارة اوباما وحدها الى جانب اسرائيل في مواجهة 14 دولة في المجلس واكثر من 130 دولة حول العالم. وفي تفسيرها لهذا «الفيتو»، قالت السفيرة الاميركية سوزان رايس ان مشروع القرار كان يمكن في حال تبنيه ان «يشجع الاطراف على البقاء خارج المفاوضات»، مشيرة في الوقت نفسه الى ان الاستيطان يقضي على «الثقة بين الطرفين» و«يهدد امكانات السلام». وسارعت اسرائيل الى شكر اوباما على «الفيتو»، معتبرة انه «يثبت ان الطريق الوحيد الى السلام يمر عبر مفاوضات مباشرة وليس من خلال قرارات منظمات دولية»، فيما نددت فصائل فلسطينية، على رأسها حركة «حماس»، ب «الفيتو»، داعية الى وقف المفاوضات واطلاق الحوار الوطني. كما دعا رئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل الى «مراجعة جذرية شاملة للواقع الفلسطيني». وترددت أصداء «الفيتو» الاميركي في اكثر من عاصمة حول العالم، تارة بالإدانة والاشارة الى تداعياته السلبية الأكيدة على عملية السلام وعلى الصدقية الاميركية، وهو ما اكده كل من السعودية ومصر ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة المؤتمر الاسلامي، وأخرى بالإعراب عن الأسف لموقف مجلس الامن والدعوة الى استئناف المفاوضات المباشرة، وهو ما عبر عنه كل من الاتحاد الاوروبي وبريطانيا وفرنسا.