بهدف حماية مستخدمي شبكة الإنترنت من الجرائم الإلكترونية التي تتفاقم بإطراد، ابتكرت شركة «نورتن» Norton العالمية أخيراً، مؤشراً يُعنى برصد هذه الجرائم. ويهدف المؤشّر الى تحذير مستخدمي الشبكة العنكبوتية، وتنبيههم إلى جرائم الإنترنت وأخطارها التي تتهدد بلايين البشر يومياً. ويعمل المؤشر أيضاً على تزويد الجمهور بمعلومات عملية في الوقت المناسب تتناول سُبل الوقاية من الأخطار المتصاعدة في الفضاء الإفتراضي للإنترنت. ولا تزال في الذاكرة التهديدات التي مثّلها الفيروس الإلكتروني «هير-يو-هاف» Hear- You- Half (الذي اشتُهِر بإسمه المختصر «أتش- واي- أتش» H-Y-H)، الذي حاول إيقاف الاتصالات الإلكترونية عالمياً. وكذلك لم ينس جمهور الإنترنت الهجمات التي مثّلتها البرامج الرقمية الخبيثة مثل «بوت نت» و»زيوس» وغيرهما. وتقود هذه الصورة الى استنتاج مفاده أنه بات من الضروري لمستخدمي الكومبيوتر أن يلجأوا إلى أداة بسيطة وسهلة تساعدهم على فهم التهديدات التي تترصدهم على الإنترنت. وقد صُمّم مؤشر نورتن لجرائم الكومبيوتر كي يكون هذه الأداة تحديداً، إذ يُنبّه المستهلكين إلى المواقع الإلكترونية الخطيرة، ومصطلحات البحث المسروقة من قبل مجرمي الإنترنت، فضلاً عن أبرز أساليب الاحتيال المستخدمة، وسرقة الهوية والبرمجيات غير المرغوب بها. وتتضمن هذه الأداة المجانية أخباراً موثّقة حول أشد التهديدات حداثة، كما تقدم المشورة عن طُرُق تجنبها، ما يؤمن تصفحاً آمناً للإنترنت. وبشكل أساسي، يجيب مؤشر «نورتن» على سؤال «ما هي المخاطر التي نواجهها على الإنترنت اليوم؟»، فيوضح التصنيف اليومي للمخاطر، ويضعها في سلم يبيّن شدّتها، كحال مؤشرات البورصة تماماً. وترتفع أرقام «مؤشر نورتن لجرائم الكومبيوتر»، عندما يكون المستهلكون أكثر عرضة للخطر. ويزوّد المؤشر جمهور الإنترنت بمواد مرئية سهلة الفهم حول مستوى المخاطر في الفضاء الإفتراضي، لحظة بلحظة. ويمكن الإطلاع على هذا المؤشر عبر موقع شبكي صنعته شركة «نورتن»، سواء عبر الكومبيوتر أم الهواتف الذكيّة. كما يقدم الإصدار 5.0 من «برنامج نورتن360» وصولاً سريعاً إلى هذا المؤشر عينه. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن متابعة المؤشر عينه على صفحة «نورتن» في موقع «فايسبوك». وتقدّم هذه الصفحة تبويباً متخصّصاً، وتعرض مقاطع فيديو، وتبث إحصاءات وتعليقات عن المؤشر، وتتيح تبادل عناصر منه بين المستخدمين مثل العناوين الرئيسية لجرائم الإنترنت، ومصطلحات البحث الأكثر عرضة للسرقة، وأسماء المواقع «الخبيثة» وغيرها. يشار إلى أن النشاطات الشائعة والأكثر عادية لدى جمهور الإنترنت، مثل العمل والتسلية والتواصل الاجتماعي، تعتبر من أكثر النشاطات خطورة، لأنها تقع في قلب إهتمام صُنّاع الفيروسات وبرامج الإحتيال على الإنترنت. وتعتبر التوعية من أهم وسائل محاربة الجريمة الإلكترونية، كما تشكّل المدخل الأهم للإجراءات الوقائية في هذا المجال. بسرعة خاطفة ولا يحتاج إستعمال «مؤشر نورتن لجرائم الكومبيوتر» سوى وقت خاطف. إذ يُبرز بوضوح المعلومات اللازمة يومياً لاتخاذ قرارات ذكية بخصوص تصفح الإنترنت والبقاء بعيداً عن المشاكل. على سبيل المثال، يمكن لمستخدمي الكومبيوتر إلقاء نظرة سريعة على المؤشر صباحاً ليرصدوا ارتفاعه أو إنخفاضه. ويعطيهم ذلك بلمحة، مدى الخطورة الراهنة على الإنترنت. وفي 30 ثانية، يعطي المؤشّر قائمة بمصطلحات البحث المسروقة لليوم، إضافة إلى المواقع الأكثر خطورة، مع التنبيه إلى ضرورة تجنّب استخدام هذه المصطلحات والمواقع. واستطراداً، يستطيع المستخدم التبحّر بشكل أعمق في البيانات، كي يعرف السُبُل التي يتّبعها مجرمو الإنترنت في الوصول الى مآربهم. ويتكوّن مؤشر «نورتن» من رقم وحيد يشير إلى مستوى التهديد اليوم. ويستند هذا الرقم على جداول معلوماتية تقوم بحساب البيانات من ثلاثة مصادر. ويعتبر المصدر الرئيسي شبكة معلومات شركة «سيمانتيك» العالمية، أحد أكثر مصادر المعلومات الاستخبارية حول التهديدات على الإنترنت شمولية في القطاع. وتراقب هذه الشبكة أكثر من 130 مليون مخدّم لتعقب الهجمات والتهديدات المستجدّة. وإضافة إلى ذلك، تساهم قاعدة بيانات عن تحليلات الهوية لإدارة مخاطر المستهلكين، وهو مشروع بحثي من مؤسسة «أوبن سيكيوريتي» Open Security، في توفير بيانات عن الغش في الهوية والاستيلاء على المعلومات الشخصية للأفراد. وتُرسل هذه المعلومات الأولية إلى «معهد أمن الإنترنت» في «جامعة تكساس- سان أنطونيو» كي تحدد الرقم المتصل بعدد التهديدات على الانترنت يومياً. ويفضي هذا الأمر إلى تحديث الرقم في مؤشر «نورتن» يومياً أيضاً. وكذلك يعمل محللون على كتابة تعليقات حول التهديدات اليومية، مع توصيات عن تجنّبها.