لاتزال هيئة المساحة الجيولوجية مستمرة في إصدار تقاريرها اليومية عن النشاط الزلزالي في حرة الشاقة (لونيير) بمدينة العيص، مؤكدة أنها في انخفاض مستمر من حيث العدد والقوة، إضافة إلى عدم رصد أبخرة بركانية، واستمرار القياسات الحرارية في معدلها الطبيعي، مع وجود انخفاض في قيم غاز الرادون في المياه الجوفية، إلا أن مدير الدفاع المدني في المدينةالمنورة اللواء صالح المهوس أكد أن الوضع يتطلب التريث في اتخاذ قرار عودة النازحين إلى المدينة. وقال المهوس: «لاشك أن أهالي العيص مشتاقون إلى العودة إلى منازلهم وممارسة حياتهم الطبيعية، إلا أن اهتمامنا بسلامتهم وأسرهم، يدعو إلى التشدد في الاحترازات والتحقق من استقرار الوضع تماماً قبل أن يعودوا، وإن كانj هناك مؤشرات عدة على أن الوضع في طريقه إلى الاستقرار». وفي غضون ذلك، لا يزال أهالي مدينة العيص ينتظرون قرار الهيئة بالسماح لهم بالعودة إلى مدينتهم التي هجروها قبل أسبوعين إلى مخيمات إيواء وشقق وفنادق في المدينةالمنورة وينبع، هرباً من الهزات الأرضية، بعد إقرار الجهات المختصة إخلاء المنطقة احترازياً، فيما سخر المستودع الخيري في ينبع كل إمكاناته من أجل خدمة الأهالي القادمين من المناطق المتضررة من الهزات، إذ عمدت إلى استحداث لجان لتنويع الخدمات بشكل فاعل. وأشار مدير المستودع محمد الشريف إلى توزيع 30 طناً من التمور الفاخرة و 4500 خيمة و 172 ألف قارورة ماء وستة آلاف سلة غذائية منذ بداية الأحداث. وقال: «إن مجموعة من طلاب المدارس وزعوا كذلك المواد الغذائية على نزلاء الفنادق من أهالي العيص، ما كان له أثر إيجابي واضح على النازحين». وبدورها قدمت الندوة العالمية للشباب الإسلامي أمس إغاثة عاجلة للمواطنين المتضررين من الهزات الأرضية التي شهدتها محافظة العيص والقرى التابعة لها. مواكبة للجهود المبذولة من كل أجهزة الدولة في دعم ومساندة المتضررين. وأوضح مصدر في مكتب الندوة أنها أوفدت لجنة خاصة من مكتبها في المدينةالمنورة لتتفقد أحوال المتضررين من الهزات الأرضية، والتعرف على حاجاتهم. وقال: «إن هذا جزء من عمل الندوة ونشاطها الإنساني والتنموي الذي تؤديه». وأكد التعاون الوثيق بين الهيئات الرسمية والجمعيات والهيئات الخيرية في دعم ومساندة المتضررين من الهزات، مثمنًا الدور الكبير الذي اضطلعت به الجهات الرسمية المختلفة في التعامل مع أحداث العيص، وإجلاء السكان من المناطق التي توقع حدوث ضرر عليهم.